الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا ابنُ يوسفَ مستوهٌ فقلتُ لهم >>
قصائدابن الرومي
قالوا ابنُ يوسفَ مستوهٌ فقلتُ لهم
ابن الرومي
- قالوا ابنُ يوسفَ مستوهٌ فقلتُ لهم
- قُلتم بظنٍّ وبعضُ الظن مكذوبُ
- قالوا ألستَ تراهُ يا أبا حسنٍ
- فَحْماً له قَصَبٌ ريانُ خُرعوبُ
- في جثة ِ الفيلِ مَكْنياً بكنيتِهِ
- ولا محالة َ أن الفيلَ مركوبُ
- لا سيما وله وجهٌ به قحة ٌ
- وعارضٌ كجبين الطير مَهْلوبُ
- وحوله غِلمة ٌ شُقْرٌ طَماطمة ٌ
- كلُّ طويلُ قناة ِ الظهر مَعْصوبُ
- فقلت في دون هذا الأمر بيِّنة ٌ
- للمُستدِل وعلمُ الغيب محجوبُ
- طولٌ وعرض بلا عقلٍ ولا اذدب
- فليس يَحْسنُ إلاَّ وهو مصلوبُ
- وليس ينفع إلاّ وهو منبطحٌ
- تحت الغُواة لُحرِّ الوجهِ مكبوبُ
- رمحُ طويل ولكن في جوانبه
- شتّى وصُوم فخيرٌ منه أُنبوبُ
- فيلٌ وأَوْزَنُ منه لو يُوازِنهُ
- في الحلم والعلم لا في الجسم يَعسوبُ
- وَدَّ ابنُ يوسفَ لوجُبَّتْ مَذاكِرهُ
- وأنها باب نيك فيه منقوبُ
- يا ليثَ ثَفْرَ التي أدّتْهُ كان له
- وأن أير أبي العباس مجبوبُ
- كيما يكونُ له بابان تدخلُهُ
- عُجرُ الفِياشِ من البابين والحوبُ
- سيعلم الفَدمُ أني غيرُ تاركه
- إلاّ وخُرْطومُهُ بالشتم معلوبُ
- عرضتُ حمدي عليه فاستخفّ به
- وإن حمديَ في قوم لمخطوبُ
- وما المحامدُ ممن جُلُّ همِّتهِ
- أيرٌ غليظٌ ومأكولٌ ومشروبُ
- زيدٌ يظل عبيدُ الله يخفضُهُ
- أعجبْ بذلك والمفعولُ منصوبُ
- وسائلٍ لي عنهُ قلتُ مختلِقٌ
- لكنهُ بهاتٍ فيه مثلوبُ
- يُكْنَى فيرتاع من تمثيل كنيتِهِ
- له ابن بسَطام إن الشرّ مرهوبُ
- يُضحي ويمسي قراعاً من قوارعه
- كأنه بتراب الخلق مطلوبُ
- ويحَ ابنِ يوسفَ ليت الويحَ عاجَلَهُ
- فما يُدانيه في بلواهُ أيوبُ
- الحرُّ يضربُهُ والعبدُ يضربُهُ
- إن الشقاءَ على الأشقَيْن مصبوبُ
- مَسَّاه بالضرب عبداهُ وصَحَّبهُ
- بالضرب حرَّ من الفتيان مشبوبُ
- لله درُّ ابنِ بسطامٍ وصولتهِ
- يومٍ استهلَّ عليه منه شُؤبوبُ
- ما زال يضرب منه يوم صادضفَهُ
- زيداً وزيدٌ بحكم النحو مضروبُ
- ضرباً وجيعاً سوى العبيد لهُ
- والضرب ضربان مكروه ومحبوبُ
- لا قُدِّستْ من أبي العباس جاعرة ٌ
- ماء الفَياشل منها الدهر مسكوبُ
- فاضت مَنياً وسلحاً يوم عزَّرها
- سوطُ ابن بسطام حتى السوطُ مخضوبْ
- يا من يُحاذرُ منه فَرْطَ بادرة ٍ
- عند الخطاب لها حَرَّ والهوبُ
- إذا تطاوَل يوماً في مُطالبة ٍ
- فكَنِّهِ يتطامنْ وهو مرعوبُ
- وذاك أن أبا العباس غادَرَة ُ
- وقلُبه أبداً ما عاش منخوبُ
- هل سُبة ٌ يا أبا العباس تعلمُها
- إلا وأنت بها في الناس مسبوبُ
- أم نُدبَة ٌ يومَ تلقى اللَّه أنت بها
- عند اصطبارك للتطعان مندوبُ
- سُميتَ أحمدَ مظلوماً ولستَ بِهِ
- كلاَّ ولكنْ من الأسماء مقلوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه