الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً >>
قصائدابن الرومي
عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
ابن الرومي
- عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
- نلقاك فيه مثلُ عرضك سالما
- تُعطي فيهدم جودُ كفك ثروة ً
- وتشيد أنت معالياً ومكارما
- ولعلَّ ماتلقي لمجدٍ بانيا
- إلا امرءاً أضحى لمالٍ هادما
- وجرت ظباؤك للوَلى أَيامنا
- سُنُح الوجوه وللعدو أشائما
- وطرفْتَ عيناً لاتزال لها قذى
- ووطئت أنفاً من حسودك راغما
- ورأت أبا العباس عينُك بالغاً
- ماقد بلغتَ مُحارباً ومُسالماً
- وأخاه هارون الذي أضحى له
- في الصالحات مُشاكلاً وملائما
- أخوان أيهما بلوتَ وجدْتَه
- في كل نائبة مفيداً عاصما
- وإذا هما عند الفعال تَباريا
- فكأنما باري ابنُ مامة َ حاتما
- الأحسنَين ظِهارة ً وبِطانة ً
- والأطْيبين مَشارباً ومَطاعما
- الألينين مَلامساً ومعاطفاً
- والأصلبين مَغامِزاً ومعاجما
- نلقى أبا العباس بدراً طالعاً
- وشقيقَه هارون نَجماً ناجما
- وأباهُما شمسا تُمدُّ بنورها
- نوريهما أبداً مِداداً دائما
- وشقيقة ٍ قالت أراه مُفكراً
- حتى أراه من السكينة نائما
- فأجبتُها إني امرؤٌ هيامَة ٌ
- في كل وادٍ ما أُفيقَ هَماهِما
- أُمسي وأصبحُ للشوارِد طالباً
- بهواجسٍ حول الأوابد حائما
- متوخياً حظي بذاك مؤدياً
- فرضاً لخيرِ الطاهريّة لازما
- ملكٌ يُطيع الجودَ في أمواله
- عند السؤالِ ولا يُطيع اللائما
- مازال يحبوني الجزيلَ وإنما
- أحبوه مدحي صادقاً لازاعما
- ومتى يقوم بحق مدحك شاعرٌ
- حتى يُرى في كلِّ وادٍ هائما
- يابنَ الأُلى لم يوجَدوا إلا وهُمْ
- عظماءُ دهرٍ يدفعون عظائما
- وابنَ الأُلى لم يعدُ دهرٌ طورَه
- إلا غدوا خُطماً له وخزائما
- الناكلين عن المآثِم والخنا
- والنافذين بصائراً وعزائما
- أعني عبيد اللَّه خيرَ عبيده
- إلا أئمتنا العظامَ جراثما
- يامَنْ يُحِبّ المجدَ حبّاً صادقاً
- ويرى مغارمَه الثقالَ مغانما
- يامن إذا كًسَى المديحَ معاشِر
- حلياً لهم كُسي المديح تمائما
- عُوذاً لأخلاق وخَلْقٍ أصبحا
- في الحُسن أمثالاً لنا ومعالما
- عجباً لمن نسي العواقبَ جوده
- نسيانَ جودِك كيف يُدعى حازما
- ولمن عفا عمن هفا متمادياً
- يوما كعفوك كيف يُدعى صارما
- ولمن سَقَى مُهجَ النفوسِ سيوفَهُ
- عللا كسقيك كيفَ يُدعَى راحما
- ولمن حمى الدنيا حمايتكَ التي
- شَهرتْك كيف يُعدُّ غيثاً ساجما
- لكنك الرجل الذي لم نَلْقَه
- إلا على سنن المحجة قائما
- تأتي الأمورَ وتتقي إتيانها
- طَبَّاً بما تأتي وتترك عالما
- تعطي وتمنع ما اعتديتَ وتارة ً
- تعفو وتبطشُ مُنصفاً لاظالما
- لم تَقْرِ إبهاميك فاك ندامة ً
- يوماً إذا عضّ الرجالُ أباهما
- كم قد عفوْتَ فما أبحْتَ محارما
- بلْ كم بطشْتَ فما انتهكت محارما
- كم قد منحْتَ فما أضعْت منيحة ً
- بل كم منعتَ مُحامياً لاحارما
- يا آل طاهر المُطهَّر كاسمه
- لاتعدموا نعماً ترف نواعما
- قد قلتُ للمتكلّفي مَسعاتِكم
- إن الخوافي لن تكون قوادما
- سُدتم فكنتم للوجوه معاطساً
- شُمّا وكنتم للرؤوس جماجما
- فإذا وُزنتم بالأباعدِ منكُم
- كنتم ذُراً والآخرون مَناسما
المزيد...
العصور الأدبيه