الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ >>
قصائدابن الرومي
علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ
ابن الرومي
- علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ
- وثوبُ المشيب جديدٌ خلَقْ
- علاكَ فأبرق إبراقة ً
- تُراع لها ظبياتُ البُرقْ
- وأنَّى تراعُ بما أومِنَتْ
- به من حِبالك ذاتِ العُلُقْ
- ومن نَبلِكَ المرْسلاتِ التي
- صوائبُها في الرمايا نَسق
- بلى في المشيب لها رائعٌ
- وإن هو أطفأ فيها الحُرقْ
- وشرخُ الشباب وإن صادها
- أحبُّ إليها لذاك الأنَقْ
- أعاذلتي إن بكيتُ الشبا
- ب إنِّي لم أبكِ ثوباً سَحقْ
- لقد علم الدهر أن الشبا
- ب ثوبٌ لدى الناس لا كالخرق
- لذاكَ يدبُّ خفياً له
- فيسلبه سَلباً لا كالسرق
- ولو كان يسلبه جهرة ً
- للاقَى القنا دونه والدرق
- وحُقَّ له مع إقدامِهِ
- إذا ابتزَّ مثل الشباب الفرق
- رعانا الأميرُ أبو أحمدٍ
- فأرعى المَريَع وأسقى الغدق
- وضمَّ الشَّتيتَ ولمَّ الجمي
- عَ وانتظم الشَّمل حتى اتفق
- وأغنى الفقير وحاط الغنيْ
- يَ مالم يحط والد ذو شفقْ
- عُبيدُ الإله بن عبد الإله
- هِ خيرُ الملوك وخير السُّوقْ
- فأضحى وأمسى وقد أجمعت
- عليه بأهوائهن الفِرق
- وظلُّوا وباتوا به آمني
- ن في ظلِّ عيش أثيث الورق
- لياليهُم مثل أيامهمْ
- ضياءً وأُنساً وما من أرق
- وايامُهمُ كلياليهُمُ
- سُكوناً ورَوْحاً ومامن غسق
- يداه يَمينان لكنه
- إذا شاءَ علَّ الظُّبا بالعَلقْ
- وطوراً شمالان لكنه
- إذا شاء سحَّ الندى فانبعقْ
- مهيبٌ إذا سار في جيشه
- وقد لاح كوكبُهُ فائتلق
- أشارتْ إليه قلوبُ الورى
- وكفَّ البنانُ وغضَّ الحدق
- بلا سببٍ فالتمس رِفده
- فإنك تقربُ ماءً رَفَقْ
- وهل يستعدُّ الرشاء امرؤٌ
- لِورد الفرات إذا ما فَهقِ
- ألا فارجُهُ واخشَهُ إنه
- هو البحر وفيه الغنى والغَرَقْ
- ألا فارجُهُ واخشه إنه
- هو الغيث فيه الحيا والصعقْ
- مضرٌ بملتمس ضُرَّه
- وفيه لمرتفِقُ مُرتفَق
- هو السيفُ إن أنت أنحيته
- لرأسك أو رأس قِرنٍ فلق
- هو الماءُ فاشربه ذا غُلَّة ٍ
- وذا غُصَّة ٍ وتوَقَّ الشرق
- هو النار فاصطلها واستضِئْ
- بها في الدجى وتوقَّ الحرق
- إذا ماوعى مدْحَه المادحو
- ن طابَ نسيمُهُم والعرق
- فتنشر أرواحهم نَشرة ً
- ومامنهمْ ذو لسانٍ نطق
- فإن أنشدوا مدحَهُ غادروا
- من المسكِ في كلِّ شيء عبق
- إذا كذَب الناسُ أوكُذِّبوا
- لدى القولِ والفعل يوماً صدقْ
- وحلمٌ يوازن مثقالُه
- جبالَ الشَّرى وجبال السَّلقْ
- به يجمعُ الملكُ أشتاتَهُ
- إذا ماعصا الناس طارت شِقق
- يباشر شوك القنا حاسراً
- ويلبس دون اللِّسان الحَلق
- إذا بتَّ والفكرَ تستخرجا
- ن مفتاح أمرٍ عسير الغَلق
- وأنتَ لأمرِ العُلا مؤثرٌ
- على كل ناعمة ِ المُعتَنقْ
- وأبدَى لك الصبحُ عن واضح
- ين رأيِكَ منبلجاً والفلقْ
- فللَّه صبحُك ماذا جلا
- وللَّه ليلُك ماذا وسق
- وإمَّا أجرتَ من الحادثا
- تِ جاراً فليس عليه رهق
- يرى الدهرُ جارك في شاهقٍ
- تأزَّر من لجَّة ٍ وانطلق
- وقد علقَتْ قبضتاهُ عُرى
- بها عَصَم اللَّه تلك الوُثق
- فهل من سبيل إلى مثله
- أبَى اللَّه ذاك على من خلق
- فدونكها يابن سيف الملو
- كِ لهو المجالِس زاد الرفق
المزيد...
العصور الأدبيه