الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> عقيدَ النَّدى أطلِقْ مدائح جمّة >>
قصائدابن الرومي
عقيدَ النَّدى أطلِقْ مدائح جمّة
ابن الرومي
- عقيدَ النَّدى أطلِقْ مدائح جمّة
- حبائس عندي قد أَتَى أن تُسرَّحا
- ولم احتَبِسْهَا إذ حبستَ مثوبتي
- لأن مديحاً لم يجد بعدُ مَمْدحا
- ولا أنّ بيتاً في قريضي مثبَّجاً
- أخاف لدى الإنشاد أن يُتصفَّحا
- وما كان فيما قلت زيغ علمتُه
- فأرجأتُهُ حتى يقامَ ويُصلَحا
- ولكنَّ لي نفس عليك شفيقة
- تحاذر وِجدانَ العِدا فيك مَقْدحا
- إذا استشهدتْ ألحاظُهم عند مُنشَدي
- شواهدَ وجدٍ إنْ تعاجمتُ أَفْصحا
- فأدِّي إليهم كلَّ ما قد علمته
- رُواءً إذا ورَّى لسانيَ صَرّحا
- هنالك يُنْحِي الحاسدون شِفارَهم
- لِعرضٍ مُناهم أن يَرَوْا فيه مَجْرحا
- فَتُلْحَى لعمري في ثواب لويتَه
- وأنت امرؤ في الجود يلحاك من لحَا
- وكنت متى يُنشَدْ مديحٌ ظلمتَه
- يكن لك أهجى كلما كان أَمْدحا
- إذا أحسن المدحَ امرؤ كان حُسْنه
- للابِسِه قبحاً إذا هو أقبحا
- ومبتسِمٌ للمدح في ذي مروءة
- فلما درى أنْ لم يثوِّبه كلَّحا
- رأى حسناً لاقاهُ جازٍ بسيءٍ
- فَهلّل إكباراً لذاك وسبَّحا
- غششتُك إن أنشدتُ مدحِيك عاطلاً
- وعرَّضْتُك اللُّوَّم مُمْسى ً ومُصْبَحا
- ولستُ براضٍ أن أراه مطوَّقاً
- من العرف طوقاً أو أراه موشَّحا
- لأبهِجَ ذا ودٍّ وأَكبتَ حاسداً
- مَسوءاً بما تُسدي وأَهْدي مُترَّحا
- وأدفع لؤماً طالما قد دفعتُه
- بجهدي فأمسى عن حَرَاكَ مزحزحا
- مودة ُ نفسٍ شُبتُها بنصيحة ٍ
- وأنت حقيقٌ أن تُوَدَّ وتُنْصحا
- وإن كنتُ ألقى ما لديك ممنَّعاً
- ويلقاه أقوامٌ سواي ممتَّحا
- فيا أيها الغيثُ الذي امتدّ ظله
- رُواقاً على الدنيا وصاب فَسَحْسحا
- ويا أيها المرعى الذي اهتز نبتُه
- وَبَكّر فيه خصبُه وتَروَّحا
- عذرتُك لو كانت سماءٌ تقشَّعتْ
- سحائبها أو كان روض تَصوَّحا
- ولكنها سُقْيا حُرمتُ رويَّها
- وعارضُها مُلقٍ كلاكل جُنَّحا
- وأكلاء معروفٍ حمِيتُ مريعها
- وقد عاد منها السهل والحزن مسْرحا
- عَرضتُ لأَذوادي وبحرك زاخر
- فلما أردن الوِرْد أَلْقين ضَحْضَحا
- فلو لم تَرد أذوادُ غيري غِمَاره
- لقلت سرابٌ بالمتان تَوضَّحَّا
- فيا لك بحراً لم أجد فيه مشرباً
- وإن كان غيري واجِداً فيه مَسْبحا
- سأَفخر إذ أعطانيَ اللَّهُ مَفْخراً
- وأبجح إذ أعطانيَ اللَّه مَبْجَحا
- مديحي عصا موسى وذلك أنني
- ضربتُ به بحر الندى فتضحضحا
- فيا ليت شعري إن ضربتُ به الصَّفا
- أيَبعثُ لي منه جَداولَ سُيَّحا
- كتلك التي أبدت ثرى البحر يابساً
- وَشَقّت عيوناً في الحجارة سُفَّحا
- سأمدح بعض الباخلين لَعلَّه
- إن اطّردَ المقياسُ أن يتَسمّحا
- ملكتَ فأَسْجِح يا أبا الصقر إنه
- إذا ملك الأحرارَ مثلُك أَسْجحا
- تقبّلْ مديحي بالندى مُتقبَّلاً
- أو اطرحه بالمنع المبيَّن مَطْرحا
- فما حقُّ من أَطراك ألا تُثيبه
- إياساً ولا يأساً إذا كان أَروحا
- ألم ترني جُمَّت عليك قريحتي
- وكان عجيباً أن أُجِمَّ وتنزحا
- فآونة ً أكسوك وَشْياً محبَّرا
- وآونة أكسوك ريْطاً مُسيَّحا
- محضتُك مدحاً أنت أهل لمحضِه
- وإن كان أضحى بالعتاب مُضيَّحا
- وهبنيَ لم أبلغ من المدح مَبْلغاً
- رضيّاً ألمْ أَكْدَح لذلك مَكْدحا
- بلى واجتهادُ المرءِ يوجب حقَّه
- وإن أخطأ القصدَ الذي نحوَه نحا
- أتاك شفيعي واسمه قد علمتَه
- لتُرجِعه يدعى به وبأَفْلحا
المزيد...
العصور الأدبيه