الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> عجبتُ لقومٍ يقبلون مدائحي >>
قصائدابن الرومي
عجبتُ لقومٍ يقبلون مدائحي
ابن الرومي
- عجبتُ لقومٍ يقبلون مدائحي
- ويأَبوْن تثويبي وفي ذاك مَعْجبُ
- أشِعْرِيَ سَفسافٌ فَلِمْ يَجتبُونَهُ
- وإن لا تكن هاتي فَلِمْ لا أُثوَّبُ
- حلفت بمن لو شاء سدَّ مَفاقِري
- بما ليَ فيه عن ذوي اللُّؤمِ مَرْغَبُ
- فَمَا آفتي شعرٌ إليهم مُبَغَّضٌ
- ولكنه منعٌ إليهم محببُ
- وأعجبُ منهم معشرٌ ليس فيهمُ
- بشعري ولا شيءٍ من الشعر مُعجَبُ
- بَراذينُ ألهاها قديماً شعيرُها
- عن الشِّعر تستوفي القضيمَ وتُركَبُ
- من اللائي لا تنفكّ تجري سواكِناً
- بفرسانها تِلقاءَ نارٍ تَلهَّبُ
- تقومُ بفرسانٍ تَحركُ تحتها
- أفانينَ فالركبان لا الظهرُ تتعبُ
- فوارسُ غاراتٍ مَطاعينُ بالقنا
- قَناً لا يُرى فيهن رمحٌ مُكَعَّبُ
- وليست بأيديهم تُهَزُّ رماحُهُم
- ولكن بأحْقِيهم تُهَزّ فَتُوعَبُ
- ولا رمحَ منها بالنَّجيع مُخضَّبٌ
- هناك ولكن بالرَّجيع مخضبُ
- ولستَ ترى قِرناً لهم يطعنونَهُ
- بل المَرْكَبُ المعلوُّ قِرنٌ ومركب
- ترى كلَّ عبدٍ منهمُ فوق ربِّه
- ونيزَكُهُ الشِّبرِيُّ فيه مُغَيَّبُ
- وأعجَبُ منهم جاهلون تَعاقلوا
- وكُلهمُ عمَّا يُتمَّمُ أنكبُ
- أغِثَّاءُ ما فيهم أديبٌ علمتُه
- ولا قابلُ التأديب حين يؤدَّبُ
- خلا أنَّ آداباً أُعيروا حُلِيَّها
- فأضحت بهم يُبكى عليها وتُندبُ
- وكم من مُعارٍ زينة ً وكأنه
- إذا ما تحلَّى حَلْيَها يَتَسلبُ
- بحقهمُ أن باعدوني وقَرَّبوا
- سِواي وتقريبُ المُباعَد أوجبُ
- رأى القومُ لي فضلاً يعاديه نقصُهُمْ
- فمالوا إلى ذي النقص والشكلُ أقربُ
- خفافيشُ أعشاها نهارٌ بضوئه
- ولاءَمَها قِطْعٌ من الليل غَيهبُ
- بهائمُ لا تُصغي إلى شَدْوِ مَعْبدٍ
- وأمَّا على جافي الحُداءِ فتَطربُ
المزيد...
العصور الأدبيه