الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> شجوُ قلبي من سائر الخلق شاجي >>
قصائدابن الرومي
شجوُ قلبي من سائر الخلق شاجي
ابن الرومي
- شجوُ قلبي من سائر الخلق شاجي
- ليس للقلب دونَهَا من مَعَاجِ
- أفْرَدَتْها بالقلب أَفرادُ حُسْن
- خُلِقَتْ وحدها بلا أزواجِ
- فجرى حبها من القلب والأح
- شاء مجرى ً خلاف مجرى اللجاجِ
- هو حب جاء الهوى فيه والرأ
- ي سواءً وليس بالإلهاجِ
- ذات جِيدٍ يُزْهَى على كل عقد
- وجبين يزهى على كل تاجِ
- يتلقاك في الغلائل منها
- وجهُ شمسٍ وجسم دمية ِ عاجِ
- أَسبلت من ذراه جعداً أثيثاً
- جائزاً حدَّ متنها الرّجراج
- جارياً فوق متنها جرية الما
- وإن كان حالك الأمواجِ
- فهي أما السراجُ منها فوهَّا
- ج وأما الظلام منها فداجي
- رملة عَبْلة من البُدْن غصن
- مخْطَفٌ مرهف من الإدماجِ
- فلأعطافها صنوفُ اهتزاز
- ولأردافها صنوف ارتجاجِ
- طلعت في لَبُوسها وحلاها
- كمَهاة في روضة مِبْهاجِ
- ثم قالت بطرفها سوف تدري
- فأضافت عليّ رَحْب الفجاجِ
- حدَّدت طرفها وعيداً لصبٍّ
- صرْعته بطرفها وهو ساجي
- ليت شعري علام أُوعَد بالهج
- ر ووُدِّي ودٌّ بغير مزاجِ
- وأنا الخاضع الشحيح على السِّرْ
- رِ كشُحِّي على دم الأوداجِ
- والتي ما رأيتها قط إلا
- عاد عندي الحسان مثلَ السِّماجِ
- يا له من صِبا بغير تصاب
- وشجى ً خالص بغير تشاجي
- قل لمن حرَّمتْ عليَّ جَداها
- أين لطفُ الغنيِّ للمحتاجِ
- عجباً لي وللذي سوَّلتْ لي
- منكِ نفسي وللذي أنا راجي
- أنا راجٍ لأنْ يفوز بحظٍ
- منك قلبي وليتَه منك ناجي
- ليت شعري أسحرُ عينيك داء ال
- قلبِ أم نارُ خدِّك الوهاجِ
- أيها الناس ويحكم هل مُغيثٌ
- لِشَيخٍ يستغيث من ظلم شاجي
- من مُجيري من أضعفِ الناس ركناً
- ولعينيه سطوة الحَجَّاجِ
- شادنٌ يرتعي القلوبَ ببغدا
- دَ ولا يرتعي الخَلا بالنِّباجِ
- أورث القلبَ سحرُ عينيه داء
- ما له غيرَ ريقِهِ من علاجِ
- ولئن قلتُ شادنٌ إن قلبي
- لأَسيرٌ لغادة ٍ مِغْناجِ
- يومُها للنديم يومُ نعيمٍ
- والتذاذٍ وحَبرة ٍ وابتهاجِ
- ذات شدوٍ إذا جرت فيه للشرْ
- بِ جَرى أمرُها على المنهاجِ
- يبعث الساكنَ البعيدَ اهتياجاً
- ويداوي حرارة المهتاجِ
- أقبلتْ والربيعُ يختال في الرو
- ض وفِي المُزْن ذي الحيا الثَّجَّاجِ
- ذو سماء كأدكن الخَزِّ قد غيْ
- يَمَت وأرضٍ كأخضر الديباجِ
- وتجلى عن كل ما نتمنى
- موعدُ الكَذْخُذَاة والهِيلاجِ
- فظللنا في نزهتين وفي حُسْ
- نَيينِ بين الأرمال والأهزاجِ
- نغمة تسحر القلوب وضربٌ
- هو بين الترتيل والإدراجِ
- سيرة بين سيرتين من القَص
- ف تُنَسِّيك سيرة الهِمْلاَجِ
- ونعمنا بليلة ليس لِلْهَمْ
- مِ لديها قِرى ً سوى الإزعاج
- قد جعلنا الكؤوس فيها نجوماً
- وجَعلنا الأكُفَّ كالأبراج
- تم فيها النعيم كلَّ تمامٍ
- وعلا قدره عن الإخداجِ
- بفتاة ٍ تسرنا في المثاني
- وعجوزٍ تسرنا في الزجاجِ
- لم نزل نشرب المدامة حتى
- عاد منها الفصيح كاللَّجلاجِ
- أخذت من رؤوس قوم كرام
- ثأْرَها عند أرجُل الأعلاجِ
- وَطِئتها الأعلاجُ فانتقمت منْ
- نَا شَمولٌ تُضِيء ضوء السراجِ
- فترى كل مِصْقع ذا سِقاط
- وترى كل قيِّم ذا اعوجاجٍ
- يا لها ليلة ً قضينا بها حا
- جاً وإن علَّقت قلوباً بحاجِ
- رفعتْنا السعود فيها إلى الفو
- ز فكانت كليلة المِعرَاجِ
المزيد...
العصور الأدبيه