الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> رفعتُ إلى وُدِّيك أبصارَ همَّتي >>
قصائدابن الرومي
رفعتُ إلى وُدِّيك أبصارَ همَّتي
ابن الرومي
- رفعتُ إلى وُدِّيك أبصارَ همَّتي
- لترفع من قدري فهل أنت رافعُ
- وإني وصدقُ المرءِ من خير قوله
- لَراضٍ بحظِّي من ضميرك قانعُ
- ومستيقنٌ أني لديك بربوة ٍ
- لها شرف مما تُجِنُّ الأضالعُ
- ولكنَّ بي من بعد ذلك حاجة ً
- إلى أن يرى راءٍ ويسمعَ سامع
- ليُكبَتَ أعدائي ويرغمَ حُسَّدي
- ويَقْمعهم عن شِرَّة البغي قامع
- فقد شكَّ في حالي لديك معاشر
- وفي مثل حالي للشكوك مواضع
- ولن يوقنَ الشُّكاك ما لم يقم لهم
- على السِّر برهانٌ من الجهر ناصع
- أأن قلتُ إني ما انتجعتُك مُجدباً
- أبا أحمدٍ تُحميَ عليَّ المراتع
- فلستُ غنيَّاً عنك ما ذرَّ شارقٌ
- ولو سال بالرِّزق التِّلاعُ الدوافعُ
- شهدتُ متى استغنيتُ عنك بأنَّني
- غنيٌّ عن الماء الذي أنا جارعُ
- فكيف الغنى عمن بمعروفه الغنى
- وعمنْ بكفَّيه الغيوثُ الروابعُ
- مديحي وإن نوهتُهُ لك مِبذَلٌ
- وخدِّي وإن صعَّرتُه لك ضارع
- لمثِلك يستبقي العفيفُ سؤاله
- ويقنَى الحياءَ الحرُّ والرمح شارع
- أتَعْلمني من مَدْحِ غيرك صائماً
- صياماً له قِدْماً علا فِيَّ طابع
- وحلأتُ نفسي عن شرائعَ جمة ٍ
- لترويَني مما لديك الشرائع
- وما كنتُ أخشى أن تخيب ذريعتي
- لديك إذا خابت لديك الذرائع
- فلا أكنِ المحرومَ منك نصيبَه
- بلا أُسوة ٍ إني لذلك جازع
- متى استبطأ العافون رِفدَك أم متى
- تقاضاك أثمانَ المدائح بائع
- وقد وعدتْ عنك الأماني مَواعدا
- مَطَلْن بها والحادثاتُ فواجع
- أُحاذر أن يرْمينيَ الدهرُ دونها
- بحَتْفٍ وحاشاك الحتوف الصوارع
- وإني لأرجو أن يكون مِطالُها
- لتجنِيَني ما أثمرتْ وهو يانع
- قَبولُك مَيلي وانقطاعي وخدمتي
- قُصارِي ولكنْ للقضاء توابعُ
- ومقصودُ ما يُبغَى من السيف مضربٌ
- حسام إذا لاقى الضَّريبة قاطعُ
- على أنه من بعد ذلك يُبتَغى
- له رونقٌ يستأنق العينَ رائع
- كذلك محضُ الودِّ منك فريضتي
- ونافلتي فيك الجدا والمنافعُ
- فكن عندما أمّلتُ منك فلم تكن
- لتُخلفني منك البروقُ اللَّوامع
- وعشْ أبداً في غبطة ٍ وسلامة
- وأمنٍ إذا راعتْ سواك الروائع
- فأنت لنا وادٍ خصيبٌ جنابهُ
- وأنت لنا طودٌ من العزِّ فارع
المزيد...
العصور الأدبيه