الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> خلياني عند اصطكاك الخصوم >>
قصائدابن الرومي
خلياني عند اصطكاك الخصوم
ابن الرومي
- خلياني عند اصطكاك الخصوم
- وإزحما بي عند اعتراك القروم
- وكلاني إلى بلائي وصِدْقي
- تأمنا نبوة َ الكَهَام اللئيم
- يا إبن بوران ما نجوت من الوأ
- د لخير لكن لشرٍ عظيم
- لو تبعتَ الأُلى مضوْا من شهيد
- ووئيدٍ إلى جنان النعيم
- كان خيراً من البقاء لحربي
- بل أبى شؤمُ جَدِّك المشؤوم
- وإذا لم تحن محاين قومٍ
- ت وينغلُّ في مجاري السموم
- شمل الناس عدل أمك حتى
- سار فيها كسير جورٍ سدوم
- لو رآك الرجالُ شيئاً نفيساً
- كثرت فيك هنبثات الخصوم
- كيف ندعوهم لآبائهم ربي
- ومنهم أمثال هذا الزنيم
- تطمِث الأرضُ من مواطىء بو
- بفُجورٍ ولا زناً مَكْتومِ
- أفحش القذف والهجاء لبورا
- رانَ طهورٌ كالرجمِ للمرجوم
- كيف لا تسقط السماء على الأر
- ضِ ونُرمَى من أجلها بالرجومِ
- كثرت موبقات بوران حتى
- ضاق عنها عفوُ الغفور الرحيم
- فإذا ليم في تغاضيه عنها
- قال: مِنْ شأْنِيَ اطراحُ الهموم
- ويميناً لألعبنَّ بأشلائك
- بين الإشواء والإصماء
- وإذا سُمِّيتْ دُوَيْهِيَّة ً أحـ
- ك ملهى ً وعرضة َ استهزاء
- بل بسحناءِ وجهِ سهلٍ طليقٍ
- وبطيبٍ من نفس سمحٍ كريم
- لو أطاعت كما عصت لاستحقت
- وهْو أدنى لهُ إلى التَّضريم
- ليس لي من هجاء بوران الا
- نقل منثورة إلى المنظوم
- لوذعياً كأن مابين عطفيـ
- لا ابتداعٌ والعلمُ بالتعليم
- هي تفري لي الفريَّ فأحذو
- حذوها كالإمام والمأموم
- ما أراني أسيَّر الشعر فيها
- سيرَها في سهوله والخروم
- هي أهدى من القوافي وأسرَى
- في دُجَى الليلِ والفلا الدَّيْموم
- حملاها النهارُ والليلُ دأْبا
- يُعملان الرسيمَ بعدَ الرَّسيم
- ليس يُخلي منها مكاناً مكانٌ
- هي شئ خصوصُه كالعموم
- هي بالليل كلُّ شخصٍ تراه
- ماثلاً في الظلام كالجرثوم
- ناقضت مريمَ العفافَ فلمّا
- قاومتها بالغى ّ والتأثيم
- صَمدَتْ في الزِّنا تُناسلُ حَوَّا
- ما عهدناك قطُّ إلاَّ عَزوفاً
- لاتبالي من ... أمَّك جهراً
- رب رزء كالمغنم المغنوم
- في الذي بين ترْمَتَيْكَ وبيني
- خلفٌ من وصالك المصروم
- لا تخلنى قرعتُ سناً بظفرٍ
- من ندام عليك أو تنديم
- في سبيلِ الشيطان منك نصيبي
- وعليكَ العفاء لؤمَ ابن لوم
- يا ابن بوران قد أظلّكَ زجرٌ
- كالدخان المذكور في حاميم
- يا إبن بوران لا مفر من الله
- ولا من قضائه المحتوم
- صدمت مسمعيك شنع القوافي
- صدمة ً غادرتك كالمأموم
- ـلهُ فألقى مقالدَ التسليم
- ـك فأشفي غيظي وأنفي همومي
- ولعمري لقد عميت عن الرشد
- ـد وقصدِ المحجَّة المستقيم
- ما مضيض الكلوم معتبطات
- كمضيض الكلوم فوق الكلوم
- إنَّ شتْما ألمته يابنَ بورا
- ن لأدهى من العذاب الأليم
- غير أني أنضجت جلدَك كياً
- فلعمْرِي لما أُتيتَ من الما
- أنت عندي في حالة المرحوم
- أن أدهى من أن ينام سليمي
المزيد...
العصور الأدبيه