الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ >>
قصائدابن الرومي
حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
ابن الرومي
- حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
- فإن تناسى حقَّه فقد ظلم
- أما رآه لم يزل أعنَى الخَدمْ
- بالأدبِ الشعري طوراً والحِكم
- مستملياً من عَرَب ومن عجمْ
- مُنحرِفاً عن كلّ كسبٍ يُغتنم
- حتَّى إذا ما قام في شخصٍ عَمَم
- من أدبٍ ذي قيمة ٍ تعلو القيمْ
- باتَ الخليُّ نائماً ولم ينم
- فتّاق أرتاقٍ وغوَّاصَ حُوَم
- بل بات يمري فكره تحت الظُّلم
- مريَ أنوف إليهم أطراف الحلم
- بمدحٍ أحسنَ من نشر الرممْ
- أو من شباب ناشىء بعد هرمْ
- أو من شفاء طاردٍ ضيفَ سقمْ
- أو نعمٍ ملبوسة بعد نقمْ
- أو من ثغورٍ واضحات تبتسمْ
- أو من صدور كاعبات تُلتزَم
- أو من ثُدِيّ ناهداتٍ تُستَلم
- أو من تناغي النَّقرات والنغمْ
- بين رياض أقلعتْ عنها دَيمْ
- وأعقبتْها بعدها عُقبى وَهَم
- أَرضعَ فيها الغيثُ شتّى ونظم
- بكى على عابسها حتى ابتسم
- ذو غُمة ضامنة ٍ كشفَ الغُمم
- مُتَّصل الإيماض رجَّاس الهزم
- قصائد نُظمْن كالدُّر التُّوَم
- مثلَ التلاقي واقعاً بعد الندمْ
- أومن هُدوّ بعد إقلاق الم
- كأنما من كلّ قلب تُنتطم
- يُخْترمُ الدهر وليست تختَرم
- ألَّفها ذو طَبن وذو فَهَم
- وسُهمة في الفكر ليست كالسُّهم
- مُؤتمنُ في علمه لامتّهم
- يلقي إليه سَلَمٌ بعد سلمْ
- مُعوّلا على كريم ذي نعمْ
- متَّكلاً فيما بنى وما نظمْ
- وما رجا من الأُحاظي والقِسم
- على كريم حرب لاسلم نغم
- مُستحسنُ الشاهد محمود السّيمْ
- منخفضُ النظرة طمَّاحُ الهممْ
- حلاَّه من جوهره الغالي القيم
- وهّابُ أمداحٍ لوهَّاب نعمْ
- يأمُل أن ترعَى له تلك الحُرم
- وأن تثاب بالغنى منه القدم
- ماحقُّ هذا دفعهُ إلى العدمْ
- حكمتُ فيه قاسماً نعم الحَكم
- بَخْبِخ لشمس الأوْج لا نارِ الظُّلمْ
المزيد...
العصور الأدبيه