الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> تلقَّ نصيحتي يا ابن الوزير >>
قصائدابن الرومي
تلقَّ نصيحتي يا ابن الوزير
ابن الرومي
- تلقَّ نصيحتي يا ابن الوزير
- بصفحة وجهك الحسن النضيرِ
- إذا ما كنت ذا سخطٍ كبيرٍ
- فلا تسخط على رجل صغير
- سخطت على مهندسك الملّقى
- وما هو كفءُ سخطك بالضمير
- فكيف إذا أسأت القول فيه
- وكيف إذا اعتزمت على النكير
- ظلمت وما ظلمت الخصم لكنِ
- ظلمت العتْب ذا القدر الخطير
- قبيحٌ أن تعاقب مستكيناً
- وليس عليك غيرك من مُجير
- أعيذك من إخافة مستجير
- وأنت مكانُ أمنِ المستجير
- ومن إحلال قارعة ٍ بنفسٍ
- رجتك لدى مخاذلة النصير
- أسيرُك فاقْرِهِ واعددْهُ ضيفاً
- فما ضيفٌ بأضعف من أسير
- وليس قرى ً بأضعف من تجافٍ
- يكون عن المسيء من القدير
- إذا سخط المؤدب خيف منهُ
- فكيف تُرى من السخط المبيرِ
- متى يُقرن بسخطٍ منك قِرْنٌ
- فدهر الناس ذو الخطب الكبير
- أتوقِعُ بامرىء ٍ لم يمس يرجو
- سواك على البلية من ظهير
- ومن لم يُكفَ ما جرّت يداهُ
- فقادته الجريرة في جرير
- وأغمد سيفه عن كل شيءٍ
- وجرّد نصله لابني سمير
- وإن أنصفت والانصاف أولى
- بمثلك فاعلمنْ يا ابن الوزير
- فليس بجائزٍ سخطٌ عظيمٌ
- تسلِّطه على رجل حقير
- أتتك به جريمتهُ ذليلاً
- غضيض الجفن ذا نظر حسير
- وأعدمَهُ النصيرَ شقاءُ جدٍّ
- فأمّل منك معدوم النظيرِ
- أتُظلِم منك ناحية ٌ عليه
- وفيها سُنّة القمر المنير
- كفاهُ بأن يراك وأن يرانا
- ونحن لديك في العيش الغرير
- وأنّا مكرمون لديك طراً
- نراه بمزْجَر المُقصَى الحقير
- لذاك أمضُّ من مَضض التنائي
- وأتعبُ للشقي من المسير
- ومن تسخط عليه فذو اغترابٍ
- وإن لم يمسِ في بلدٍ شطير
- كفاهُ فوتُ تقريب المُناجَى
- لديك وفقدُ منزلة الأثير
- مضى لك أولٌ فيه جميلٌ
- فصِلْهُ بمنّة ٍ لك في أخير
المزيد...
العصور الأدبيه