قصائدابن الرومي



تجرَّدَ من غمدين سيفٌ مُهَنَّدُ
ابن الرومي



  • تجرَّدَ من غمدين سيفٌ مُهَنَّدُ

  • هُمامٌ مضت أسلافُهُ فهو أوْحَدُ

  • شهابٌ أجاد البدرُ والشمسُ نَجْلَهُ

  • وغابا فأمسى وهو في الأرض مُفرَدُ

  • قد اعتَضَدَتْ بالله والحقِّ نفسُه

  • فأصبح مَعضوداً وما زال يُعْضَدُ

  • فلا يفرحنَّ الشامتون فإنما

  • يُصمِّمُ حدّ السيف حين يجرَّدُ

  • ولا يعْثُرَنَّ العاثرون فإنما

  • لهم جندَلٌ يُدمي الوجوهَ وجلمَدُ

  • مضى شافعاً من كان يخطىء مرة

  • فلا تُخْطئنْ رِجْلٌ ولا تُخطئنْ يَدُ

  • أتاكمْ صريحُ العدل لا ظُلمَ عنده

  • ولا خُلُقٌ للظالمين مُمهَّدُ

  • أراكمْ وليَّ العهد حامي حماكُمُ

  • ومُردي عداكم والمآثمُ شُهَّدُ

  • أتاكمْ أبو العباس لا تنكرونَهُ

  • يُسَلَّلُ فيكم تارة ً ويجرَّدُ

  • كريمٌ يظل الأمسُ يُعْملُ نحوه

  • تلفُّتَ ملْهوف ويشتاقُه الغَدُ

  • يودُّ زمانٌ ينقضي عنْه أنه

  • عليه إلى أن ينْفَدَ الدهرُ سرمَدُ

  • تواضَعَ إذ نال التي ليس فوقها

  • مَنالٌ وهل فوق التي نال مَصْعَدُ

  • سوى غُرُفات أصبحتْ نُصْبَ همَّة ٍ

  • له في جوار الله منهن مَقعَدُ

  • وذاك إذا مرّتْ له ألف حجَّة

  • وسلطانُه في كل يوم يؤكَّدُ

  • ستفتحُ أبوابُ السماء برحمة

  • وتنزل عن برٍّ له يتصعَّدُ

  • وبالعدل أو بالحقِّ من أُمرائنا

  • تُفَتَّحُ أبوابُ السماء وتوصَدُ

  • إليك وليَّ العهد أُهْدِي مقالة ً

  • مسددة ً لا يجتويها مُسَدَّدُ

  • وليتَ بني الدنيا فُنُكِّرَ مُنْكرٌ

  • وعُرِّفَ معروفٌ وأُصْلح مُفْسَدُ

  • وأنت أبو العباس إنْ حاصَ حائصٌ

  • وإن لَزِمَ المُثْلى فإنك أحمدُ

  • نذيرٌ لما تُكْنَى به لذوي النُّهى

  • بشيرٌ لما تُسْمى به لا تفنّدُ

  • لك اسمٌ وجدناه بخيرك واعدٌ

  • وإن قارَنَتْهُ كُنْية ٌ تتوعَّدُ

  • عِدات لمن يأتي السَّداد وراءها

  • وعيدٌ لمن يطغى ومن يتمرّدُ

  • ألا فليخفْ غاوٍ ولا يخشى راشدٌ

  • فَعَدلُكَ مسلولٌ وجوْرُكَ مُغَمَّدُ

  • وعِشْ والذي كَنَّيْتَهُ بمحمَّدٍ

  • ذوي غبطة ٍ حتى يشيخ محمّدُ

  • ولا برحت من ذي الأيادي عليكُمُ

  • أيادٍ توالت في شبابٍ تُجدَّدُ

  • ومن لا تخلِّدْه الليالي فكلُّكُمْ

  • بِخُلْدِ الذي يبني ويَثْني مُخَلَّدُ

  • وسمعاً أبا العباس قولاً مُسدَّداً

  • أتى من وليٍّ مجتبيه مُسَدَّدُ

  • لعمري لقد حَجَّ الولاة َ خَصِيمُهُمْ

  • وأنَّى لسيفٍ أمكن الجورَ مُغْمَدُ

  • فما يَنْقمون الآن لا درَّ دَرُّهم

  • وقد قام بالعدل الرضيُّ المحمَّدُ

  • وفي العدل ما أرضاهُمُ غير أنهم

  • حصائد سيف الله لا بدَّ تحصَدُ

  • وقد كان منهنّ الكَفُور بن بلبل

  • فهل راشدٌ يهديه غاوٍ فيسعدُ

  • كفورٌ أبى إلاَّ جُحُوداً لنعمة ٍ

  • تُكذِّبه شهّادُها حين يجحدُ

  • ألا فعليه لعنة ُ الله دِيمة ً

  • ووبْلاً كثيراً شِرْبه لا يُصرّدُ

  • ألا وعلى أشياعه مثل لَعْنَة ٍ

  • رماهُ بها داعٍ عليه وأوْكَدُ

  • حَبَاك بها عن شكر أصدق نِيَّة ٍ

  • وَليُّ وموْلى في الولاءِ مردّدُ

  • يرى أن إهلاك الكفور بنِ بلبلٍ

  • حياة له أسبابُها لا تُنكَّدُ

  • ويُسألُ للعَظْم الذي كان هاضَه

  • جُبوراً بِرِفْد والمرجِّيكَ يُرْفدُ



أعمال أخرى ابن الرومي



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط