الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كان صبريَ للعاجلِ >>
قصائدابن الرومي
إذا كان صبريَ للعاجلِ
ابن الرومي
- إذا كان صبريَ للعاجلِ
- مُلاوة َ صبريَ للآجلِ
- فما ليَ أتركُ مالا يزولُ
- وأعملُ للعَرضِ الزائلِ
- أأصبرُ هذا المدى كُلَّه
- لغير رغيبٍ ولاطائلِ
- ويعجُزني صبرُ أضعافِه
- لما دونَه أمَلُ الآملِ
- شهدْتُ إذاً أنني مائقٌ
- وأنْ لستُ بالرجلِ العاقلِ
- يُباعُ النفيسُ بما دونَهُ
- لإيثار مستسلفٍ عاجلِ
- فما عُذرُ مَنْ باع أسنى الحظو
- ظِ بالوَكْسِ من مُوكِس ماطل
- أأتركُ آخرتي ضَلة ً
- وأخدُم دنيايَ بالباطل
- وأُسخطُ ربّي وأُرضي العبا
- دَ بغيرِ ثوابٍ ولانائلِ
- شهدتُ إذاً أنني جاهلٌ
- بحظّي وزدتُ على الجاهِل
- أبا أحمدٍ طال هذا المطا
- لُ وَحَسْبُك بالدهر من غائل
- فأنجِزْ عِداتك أو أعطني
- أماناً من الحَدَثِ النازل
- تذكَّر فكم ليَ من مِدحة ٍ
- تركَّضتُ في ذَيْلها الذائل
- وكائنْ كسوتُكَ من حُلة ٍ
- مشيتَ بها مِشية َ الرافل
- وكم لك من بارقٍ خُلَّبٍ
- كذوبٍ ومن عِدة ٍ حائل
- يُحصَّلُ في الزّق نفخُ اليرا
- عِ وما لِعدانك من حاصل
- ولو لم تكنْ عُقُماً عُقَّراً
- لقد جاوزتْ مدّة َ الحاملِ
- منحتُك مدحي فلم تجزهِ
- ألا ضلّ سعْيَ من عاملَ
- كأني في كلّ ما قُلتُهُ
- زَرَعتُ حصا في صفا صامل
- رجعتُ إلى فضلِ مَنْ فضْلُهُ
- على الإنس والجنّ والخابل
- دفعْتُ لساني إلى صيْقلٍ
- وأسلمتُ عِرضي إلى غاسل
- وكم كنتُ نبَّهتُ من خاملٍ
- وكم كنتُ حلَّيتُ من عاطل
- فلو كنتُ أعشقُ جدوى يدي
- كَ لحان ذهولي مع الذَّاهلِ
- إذا مدحَ المادحُ الناقصي
- نَ ذكَّرهُم فوزَة َ الفاضلِ
- فأهدى لهم مِدحة ً حسْرة ً
- لتقصيرهِم عن مَدى الكاملِ
المزيد...
العصور الأدبيه