الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا خاب داعٍ أو تناهَى دعاؤه >>
قصائدابن الرومي
إذا خاب داعٍ أو تناهَى دعاؤه
ابن الرومي
- إذا خاب داعٍ أو تناهَى دعاؤه
- فإنّيَ داعٍ والإلهُ مجيبُ
- دعاءَ امرىء ٍ أحييتَ بالعُرْفِ نفسَهُ
- وذاك دعاءٌ لا يكاد يَخيبُ
- أدامَ لك اللهُ المكارمَ والعلا
- فإنهما شيءٌ إليك حبيبُ
- وأبقاكَ للمُدَّاح يُهدون مدحَهم
- إليك على عِلاّتهمْ وتُثيبُ
- تكشَّف ذاك الشّكوُ عنك وصرَّحَتْ
- محاسنُ وجهٍ بُردهُنَّ قشيبُ
- كما انكشفت عن بدرِ ليلٍ غَمامة ٌ
- أظلَّت وولتْ والمرَادُ خصيبُ
- أغاثت ولم تَصْعق وإن هي أرعدت
- فمات بها جَدْبٌ وعاش جديبُ
- شَكاة ٌ أجدَّت منك ذكرى وأنشأت
- سحائبَ معروفٍ لهن صبيبُ
- وأعقبَها بُرءٌ جديدٌ كأنه
- شبابٌ رَديد شُقَّ عنه مشيبُ
- وبالسَّبْكِ راقت نُقرة ٌ وسبيكة ٌ
- وبالصقل راعَ المُنتضينَ قضيبُ
- ففي كل دارٍ فرحة ً بعد ترْحة ٍ
- وفي كل نادٍ شاعرٌ وخطيبُ
- يقولون بالفضل الذي أنت أهلُهُ
- وكلهُمُ فيما يقول مُصيبُ
- ولو صِين حيٌّ عن شَكاة ٍ لَكُنتَهُ
- ولكن لكُلٍّ في الشَّكاة نصيبُ
- وفي الصبر للشكو الممحِّص مَحملٌ
- وفي اللَّه والعرفِ الجسيم طبيبُ
- وأنت القريبُ الغوثِ من كل بائسٍ
- دعاكَ فغوثُ اللَّهِ منك قريبُ
- أبى اللَّهُ إخلاءَ المكان يَسُدّهُ
- فتًى مَا لَهُ في العالمين ضَريبُ
- أعاذك أُنْسُ المجدِ من كلِّ وحشة ٍ
- فإنك في هذا الأنامِ غريبُ
- وتاب إليك الدهرُ من كل سَيِّءٍ
- وجاءك يسترضيك وهو مُنيبُ
- ولا زال للأَعداء في كلِّ حالة ٍ
- وللمالِ يومٌ من يديك عصيبُ
المزيد...
العصور الأدبيه