الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> أَحِبَّاؤنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ >>
قصائدابن الرومي
أَحِبَّاؤنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ
ابن الرومي
- أَحِبَّاؤنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ
- وهل لِصبورٍ عن أحبته عذرُ
- فيا ليتَ شِعري عنكُمُ كيف كنتُمُ
- وكيف التي من وجهها يطلعُ البدر
- ومَن نشرها مِسْكٌوألحاظها سحرٌ
- ومَبسِمُها دُرٌّوريقتها خمر
- وقد زَعَمتْ ألاّ تزالَ كعهدنا
- وإن طال بي غَيْبٌ وطال بها العُمْرُ
- وإني لأَخشى والزمانُ مُغَيِّرٌ
- على النأْي يوماً أن يميل بها الغدر
- وكيف بمُشتاقٍ تضمَّن جسمَهُ
- على شوقِه مِصرٌ ومُهجَتَه مِصْر
- أقام الحرب الزَّنج في دار غربة
- حوادثُها في أهلها القتل والأسر
- ومن دونه هولٌومن تحته ردًى
- ومن فوقه سيفٌومن تحته بحر
- إذا شام برقاً لاح من نحو أرضه
- تضايقَ عما ضمَّ من وَجدِه الصبر
- وبَلَّتْ دماً مِنْ بعد دمعٍ رداءه
- لدى خلوات منه أجفانُه الغُزر
- وإن رام من حَدِّالبطيحة مَطْلِعاً
- ثَنَتْ شأوَهُ عنه المواصير والجِسر
- كفى حزناً أن المُقِلَّ مُشَردٌ
- وذو الخفض في أحبابه مَن له وفرُ
- إذا كان مالي لا يقوم بهمَّتي
- سماحاً وإن أوفَى على عُسرتي اليُسرُ
- ففيمَ اجتهادي في محاولة الغنى
- وما للغنى عند الجواد به قَدْر
- يفوز بجمع المال من كان باخلاً
- وما ليَ إلا الحمدُ من ذاك والشكر
- وما أنا إلا محرزُ المجد والعلا
- وذلك كَنزي لا اللُّجَيْنُ ولا التبر
- فإن يقضِ لي اللهُ الرجوعَ فإنه
- علَيَّ له أن لا أفارقَكُمْ نذر
- ولا أبتغي عنكم شُخوصاً وفُرقة ً
- يَدَ الدهر إلا أن يُفرقَنا الدهرُ
- فما العيش إلا قربُ من أنت آلِفٌ
- وما الموتُ إلا نأيُهُ عنكَ والهجرُ
المزيد...
العصور الأدبيه