الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ >>
قصائدابن الرومي
أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ
ابن الرومي
- أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ
- وأكثرُ منها أنها لا تُكَدَّرُ
- همُ القوم ينسوْن الأياديَ منهُمُ
- عليك ولكنَّ المواعيد تُذكَر
- وإن كنتُ قد أهملْتُ بعد رعاية ٍ
- وأغفلت حتى قيل أشعثُ أغبر
- وقُلِّدتُ شُغْلاً ضَرُّهُ لي معَجَّل
- سريع وأمّا نفعه فمؤخر
- أروح وأغدو فيه أنصَبَ عاملٍ
- وأصفَره كفاً فكمْ أَتَصَبَّرُ
- إذا بعتُ صَوْني حُرَّ وجهي وراحتي
- بجوعٍ فَمَنْ مِنِّي أتَبُّ وأخسر
- ألا حبذا الأعمال في كل حالة ٍ
- إذا كان منها وجهُ نفعٍ مُيَسَّر
- فأما إذا كَدَّتْ وأكْدتْ على الفتى
- فما هي بالمعروف بل هي منكر
- وإنّ أبا عبد الإله لسيد
- وفي الحال لو يُعْنَى بحالي مُغيِّرُ
- وإنّ له من فضله لمُحرِّكاً
- على أنها الأخلاق قد تتنكر
- وإنْ كان كالإبريز يصدأ غيرُهُ
- ويأتي عليه ما أتى وهو أحمر
- سأزجر عنه اللّوم من كل لائمٍ
- حِفاظاً له ما دام لي عنه مَزجَرُ
- وأعذُرهُ ما دام للعذر موضعٌ
- وأنظِرهُ ما دامتِ النفس تُنْظر
- وأحسِبهُ يوماً ستَزهاه نفسهُ
- فيفعل في أمري التي هي أفخر
- ونفسُ أبي عبد الإله ضنينة ٌ
- به أن تراهُ حيث يُكْدى ويعذُر
- وما هي عن لوم له بمُفيقة
- إلى أن تراه حيث يُسدى ويُشكَر
- أعنِّي أبا عبد الإله ولا تقلْ
- أعنتُ فأعياني القضاء المقدر
- ففي الأمر إن عاينتَهُ متيسّرٌ
- وفي الأمر إن آتيتَهُ متعذَّر
- أيعطش أمثالي وواديك فائضٌ
- ويُجدِب أمثالي وواديك أخضر
- أبَى ذاك أن الطَّول منك سجية ٌ
- وأنك بيت المجد بالحمد تُعمَر
- وأنك لم تُؤثِرْ على الحق لذة ً
- بحكم هوًى فالحق عندك مؤثر
- وما زلتَ تختار الأمور بحكمة ٍ
- فأفضلها الأمرُ الذي تتخير
المزيد...
العصور الأدبيه