الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا أيُّها المَوْسُوم باسم وكنية ٍ >>
قصائدابن الرومي
ألا أيُّها المَوْسُوم باسم وكنية ٍ
ابن الرومي
- ألا أيُّها المَوْسُوم باسم وكنية ٍ
- وجدناهما اشتُقَّا من الحمد والحُسنِ
- أَتَبْخلُ بالقرطاسِ والخطِّ عن أخٍ
- وكفَّاك أنْدَى بالعطايا من المُزن
- لعمري لقد قوَّى جفاؤك ظِنتي
- وأوهن تَأْميلي وما كان ذا وهْنِ
- ولِمْ لا وقد ألغيتَ شأْني مُخسِّساً
- بذلك قَدْرِي مُسْتَخِفاً به وزني
- أبا حسنٍ يا إلفَ نفسي وأُنْسَها
- ويا سندي في النائبات ويا رُكني
- أمثلك بعد الحِلم والعِلم والنُّهَى
- يَبَرُّ وَيَجْفُو للإقامة ِ والظَّعْن
- ويأْتَمُّ بالإيامِ وهْي ذميمة ٌ
- فينْسَى الذي تُقْصي ويَرْعَى الذي تُدْني
- إذا كنتَ خُلْصاني من الناس كُلَّهِمْ
- وأعْرضْتَ عن ذكراي إعراض مُسْتغني
- فياليتَ شِعْري ما تركتَ لمُبْغِضٍ
- يُصَرِّحُ بالبَغْضاءِ لي ثم لا يَكْني
- ألا أيُّها الحكامُ أعْدُو مُظَلَّماً
- على بطلٍ في ظلمة ٍ غيرِ ذي قِرن
- أيعرضُ عني باخلاً بكتابهِ
- أخٌ ليَ قلبي عندَهُ غَلِق الرَّهن
- لك الخيرُ كم من لوعة ٍ قد جنيْتَها
- عليَّ وما تَدْري هناك ما تجنى
- جفوتَ فجافيتَ الجفون عن الكرى
- وعَرَّضْتَ رأيي للزِّراية ِ والطَّعْن
- ومن يتَخَيَّرْ صاحباً غير عاطفٍ
- عليه فمنسوبٌ إلى الجهل والأفْنِ
- وكم قائلٍ قد قال لي متمثلاً
- ليوهِنَ مني أو يشدَّ قوى متني
- ألا إنَّ من يدعو مَودَّة َ مُعْرضٍ
- ويَعْنِي بِصِدْقِ الوجد من غير ما يَعْني
- لكالمرتجي أنْ يقطعَ البحر فارساً
- أو المُبْتَغِي أن يقطعَ البرَّ في سفن
- أو المبتِني بنيانَه فوق هائلٍ
- من الرَّمْلِ لا ينفك يهوِي بما يَبْني
- وقلَّبْتُ أمري كي أرى لي إساءة ً
- فلم أرها في الظهر منه ولا البطنِ
- سألتُك بالبيت الممسَّحِ ركنهُ
- وبالمشهدِ المشهود مِن مَنْحرِ البُدْن
- أرقَّى إليكَ الكاشحونَ نميمة
- طويتَ لها كَشْحَيْكَ مني علي ضِغن
- فيا عجباً إن كان ذاك وقد طوت
- عجائب هذا الدهر قَرناً إلى قرن
- عهدتُك لا تَعْتَدُّ بالعين شاهداً
- عليَّ فلمْ أصبحتَ تَعْتَدُّ بالأذن
- أم استفسدتْ ذاك الوفاء ملالَة ٌ
- فأصبحتَ لا يثني عليكَ به المُثْني
- حبَسْتَ أخاً في سجن هَمٍّ وما جَنَى
- فأطْلِقْهُ بالإعتاب من ذلك السجن
- ولا تَكُنِ المبذولَ لِلَّوْم سَمْعُه
- وقرْطاسهُ بين الصِّيانة ِ والحزن
- أجِرنِيَ مِنْ حُزْنِي لرفْضِكَ حُرْمتي
- فَحُزْنِي لِشَحْطِ الدَّار ناهيك من حزن
- كأني وقد فارقتُ داراً وبَلْدَة ً
- تحلُّهُمَا أُخْرِجْتُ من جَنَّتَيْ عَدن
- وما العيشُ إلاَّ تارتانِ فتارة ٌ
- مناخٌ على سهلٍ وأخُرى على حَزْن
- أتذكُرُ أيَّاماً بها وليالياً
- محاسنُها كالروضِ في صُبْحَة ِ الدَّجن
- عهودٌ خَلَتْ محمودة ً وكأنَّها
- مُعانَقَة ُ اللَّذاتِ في حُلَة الأمن
- عطفناك فاعطف إنَّ كل ابنِ حُرَّة ٍ
- أخو مَكْسَرٍ صُلْب وذو معطف لَدْن
- وإنْ سَقَطا بي في كتابي تَتَابَعَتْ
- فلا تَلْحنِي فيما جنيتُ على ذهني
- ظَلمْتَ فإنْ ألْحَنْ فظلمُك خُلَّتي
- جَنَى زلَّتِي والظُّلْمُ شَرٌّ من اللحن
المزيد...
العصور الأدبيه