الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ >>
قصائدابن الرومي
أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ
ابن الرومي
- أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ
- إن قلتَ قالوا بها ولم يَدَعُوا
- والبغيُ عونٌ على المدلِّ به
- فأشْنأْه واجعله بعضَ ما تدعُ
- أوْلا فكن رامياً وكُن غرضاً
- ترمي وتُرمَى وتحصلُ الشُّنَع
- وقالة ُ السوءِ غيرُ راجعة ٍ
- يوماً إذا نوَّهتْ بها السُّمَع
- يا ليتَ شعري وليت شعرك إن
- قلتَ وقلنا واستحكم القذَع
- ما ينفعُ الصارمُ اللسانِ إذا
- غُودر يوماً وعرضُه قِطَعُ
- لا نفع في ذاك إن نظرتَ وإن
- قوَّم منك الحياءُ والورعُ
- فارجعْ وبُقيا أخيك باقية ٌ
- واندم وفي الحلم فُسحة تسع
- أو لا فأيقِن بأنَّني رجلٌ
- تكثُر فيما يقوله البِدع
- والشهدُ عندي لمن أناب بما
- ءِ المزن أوْ لا فالصَّاب والسَّلَعُ
- وقد هجوتُ امرءاً يجَلُّ عن ال
- مدح وعندي الحفاظُ لا الجزع
- ومن هجا ماجداً أخا شرفٍ
- فليس إلاَّ من نفسه يَضعُ
- والنَّبل مبريَّة ٌ مُنَصَّلة ٌ
- يحفزُهُنَّ القِسيُّ والشِّرعُ
- وكلُّ سهمٍ رمتْ يدايَ به
- فليس إلا في مقتلٍ يقع
- فلا تَعُد بعدها لذكر أبي
- بكرٍ ولا تخدعنَّك الخُدع
- فوالذي تسجد الجباه له
- ما بعدها في هوادتي طمع
- ذلك عرضٌ أبيتُ لا بل أبى ال
- لَّه له أن يمسَّه طَبَعُ
- ودُونَه نُصْرة ٌ مؤيدة ٌ
- مني ولي بالحفاظ مُضْطَلعُ
- والظلمُ مخذولة ٌ كتائبُهُ
- تُضرَبُ أدبارُها وتكتسعُ
- والحق منصورة ٌ حلائبه
- تكثرُ أعوانهُ ويُتَّبعُ
- أنذرتُ حربَ الهجاء مُلْقِحَها
- فما لها غيرَ حتفه رُبَع
- وليس فيها الرؤوس تُنْدَرُ بل
- فيها أنوف الرجال تجتدَع
- ذاك مقامٌ كما سمعت به
- محاسنُ القوم فيه تُنتزع
- وليس فيه شيءٌ تراه سوى ال
- أعراض دون النفوس تُدَّرع
- والعيشُ بعد الممات مرتجعٌ
- وليس عِرضٌ يُودِي فيُرتَجَع
- ونحن في منظرٍ ومستمعٍ
- ما مثله منظرٌ ومستمع
- فليتَّزع بالعِظات متَّزعٌ
- ما دام يُجدي عليه مُتَّزِع
- إيَّاك أن يستَنير مني أق
- دامُك صِلا في رأسه قَرَع
- قد جفَّ واديه من تنفُّسِه
- فما به في الربيع مرتبِعُ
- لا ماءَ فيه ولا نبات وهل
- خَصبٌ بوادي البوار أو مرَعُ
- إيَّاك إياك أن تُطيف به
- وإن تداعت لنصرك الشِّيعُ
- فربَّ إقدام ذي مخاطرة ٍ
- أحزمُ منه النُّكوص والهَلعُ
- لا تنتجعْ صيفة ً لها وهجٌ
- حامٍ فما في المصيف منتجَعُ
- ولا تزعزع حلمي وتأملُ أن
- تَرسو إن الجبالَ تُقْتلع
- فليس حلميَ حلماً يُبَلِّغني الذْ
- ذلَّ وإن كان فيه مُتَّسعُ
- وليس جهليَ جهلاً يُبلِّغني الظ
- ظُلم وإن كان فيه مُمتنِعُ
- أنا الذي ليس في مغامِزِه
- لينَ ولا في قناتِه خَضَعُ
- أنا الذي لا يذلُّ صاحبُه
- ولا يُرى في وليِّه ضرَعُ
- أنا الذي تحشُد الرواة له
- فكلُّ أيام دهره جُمَعُ
- أنا الذي ليس في حكومته
- جورٌ ولا في طريقه ضَلَعُ
- وأنت بكرٌ على الهجاء فَصُنْ
- عرضَك إنَّ الأبكار تُفْترع
- قارعتَ قبلي معاشراً قُرَعاً
- فازت فَخف أن تخونك القُرعُ
- وذقتَ من غير موردي جُرعاً
- ساغت فخفْ أن تُغصَّك الجرُع
- متى تعاطيتَ جرْعَ واحدة ٍ
- من موردي فالشَّجا له تَبَعِ
- فلا تُجرِّب على الحياة فما
- كلُّ التجاريب فيه مُنتفَع
- وما تعدَّيتُ بل ردعتك بال
- وعْظِ وللصالحين مرتَدع
- وأنت ممَّن يهاب معصية ال
- حقِّ ولا يستخفُّه الفزع
- وفي القوافي لقائلٍ سَعة ٌ
- إن شئتَ والدهر بيننا جذَع
- وقد عرفتَ القريض أصلحك ال
- لّه وفيه الأغلالُ والخِلعُ
- فاجتنب الشرَّ فهو مجتنبٌ
- واتَّبِعِ الخيرَ فهو متَّبَعُ
المزيد...
العصور الأدبيه