الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> وَتَعْذِلُني القَوافِي فِيكَ طَوْراً >>
قصائدابن الخياط
وَتَعْذِلُني القَوافِي فِيكَ طَوْراً
ابن الخياط
- سأشْكُرُ ما مَنَنْتَ بِهِ وَمِثْلِي
- لأهْلِ المَنِّ فلْيكُنِ الشّكُورُ
- وأحْمَدُ حُسْنَ رَأيِكَ فِيَّ حَمْداً
- يَدُومُ إذا تطَاوَحَتِ الدُّهُورُ
- وَإنْ تَكُ مُسْتَقِلاً ما أتاني
- فمثلُكَ يُسْتقلُّ لَهُ الكَثيرُ
- وأذْكى ما يكونُ الرَّوضُ نشراً
- إذا ما صابَهُ القطْرُ اليَسيرُ
- ولا وأَبي العُلى ما قلَّ نَيلٌ
- بنيلِ أقلِّهِ غنيَ الفقيرُ
- وَلا فَوْقَ الغِنَى جُودٌ فَحَسْبِي
- كَفى بالمَحْلِ عارِضُك المَطِيرُ
- وَلا عِنْدِي مَكانٌ لِلْعطايا
- فَقُلْ لِلسَّيْلِ قَدْ طَفَحَ الغَدِيرُ
- فِداؤُكَ مَعشرٌ سُئِلُوا فأجدوا
- فإنكَ غيرَ مسئولٍ تمِيرُ
- فكيفَ بأمة ٍ لؤُوموا وذَلُّوا
- فلا خلْقٌ يجودُ ولا يُجيرُ
- رَأيْتُكَ حاضِراً في حالِ غَيْبٍ
- وَبعْضُ القَوْمِ كالغَيَبِ الحُضُورُ
- لَقَدْ سُدَّتْ مَوارِدُ كُلِّ خَيْرٍ
- وَساحَ بِكَفِّكَ الكَرَمُ الغَزِيرُ
- على رُغْمِ الزَّمانِ أجَرْتَ منْهُ
- وَقَدْ قَلَّ المُمَانِعُ والمُجِيرُ
- تخطَّى النّائباتِ إليَّ جُودٌ
- كَما فاجاكَ في الظَّلْماءِ نُورُ
- تخِذْتَ بهِ يداً عندَ القوافِي
- يَقُوم بشكْرِها الفِكرُ المُنيرُ
- وأيْنَ الشُّكْرُ مِمّا خوَّلَتْهُ
- جَهِلْتُ ورُبَّما جَهِلَ الخَبِيرُ
- سَماحٌ رَدَّ رُوحاً في الأمانِي
- ومعْرُوفٌ بهِ جُبِرَ الكَسيرُ
- وشعرٌ لوْ يكونُ الشِّعْرُ غيثاً
- لَباتَ وَنَوْؤُهُ الشِّعْرى العَبُورُ
- معانٍ تحتَ ألفاظٍ حسانٍ
- كما اجْتَمعَ القلائِدُ والنُّحُورُ
- يُخيَّلُ لي لعجزِي عنهُ أنِّي
- بما أولَيْتَ منْ حسَنٍ كَفُورُ
- وتعذِلُنِي القوافِي فيكَ طَوراً
- وطَوْراً فِيكَ لي مِنْها عَذِيرُ
- وأعْلَمُ أنَّ طَوْلَكَ لا يُجازى
- وهل تُجزى على الدُّرِّ البُحورُ
- وَتَسْمُو هِمَّتِي فإخالُ أنِّي
- على ما لَسْتُ واجِدَهُ قدِيرُ
- أُعَلِّلُها بِمَدْحِكَ كُلَّ يَوْمٍ
- وما تعْلِيلُها إلاّ غُرُورُ
- أمثلُكَ مُنعِماً يُجْزى بشكرٍ
- لقدْ ألقتْ مقالِدها الأُمورُ
- وما العنقاءُ بالمكذُوبِ عنْها
- حديثٌ بعدَ ما زعَمَ الضَّمِيرُ
- ولا الحَسَنُ بنُ أحمدَ بعدَ ذا فِي
- أمانٍ أن يكونَ لَهُ نَظيرُ
- أغرُّ مهذَّبٌ حَسباً وفِعْلاً
- يخفُّ لذكِرِهِ الأملُ الوَقُورُ
- بنى لبَنِي أبي العيْشِ المَعالِي
- فتًى يحلُو بهِ العيشُ المَرِيرُ
- أناسٌ لا يزالُ لمُجْتَدِيهمْ
- عليهمْ مِنْ مكارِمِهمْ ظَهيرُ
- هُمُ انتُحبُوا مِن الحسبِ المُزكّى
- كما قُدَّتْ مِن الأدَمِ السُّيُورُ
- وَهُمْ فكُّوا مِن الإخفاقِ ظَنِّي
- بطولِهمُ كما فُكَّ الأسيرُ
- وقامَ بِنصرِ آمالي نداهُمْ
- ألا إنَّ النَّدى نِعْمَ النَّصِيرُ
- فإنْ لم أحْبُهُمْ وُدِّي وَحَمْدِي
- فَلا طَرَدَ الهُمُومَ بِيَ السُّرُورُ
- وَقُلْتُ شَبِيهُ جُودِهُم الغَوادِي
- إذا هطلَتْ ومثلهُمُ البُدُورُ
المزيد...
العصور الأدبيه