الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> ويومٍ أخذْنا بهِ فُرصة ً >>
قصائدابن الخياط
ويومٍ أخذْنا بهِ فُرصة ً
ابن الخياط
- ويومٍ أخذْنا بهِ فُرصة ً
- من العيشِ والعِيْشُ مُسْتَفْرَصُ
- رَكَضْنَا معَ اللَّهْوِ فِيهِ الصِّبى
- وأفراسُهُ مَرَحاً تَقْمِصُ
- إلى جَنَّة ٍ لا مدى عَرْضِها
- يضيقُ ولا ظِلُّها يقلِصُ
- أعَزُّ المآرِبِ فيها يَهُونُ
- وأغْلى السُّرُورِ بها يرْخُصُ
- وشَرْبٍ تعاطَوا كُؤُوسَ الحياة ِ
- فَما كَدَّروها ولا نغَّضوا
- سدَدْنا بِها طُرُقاتِ الهُمُومِ
- فعادَتْ على عَقْبها تنكُصُ
- فَلوْ همَّ هَمٌّ بِنا لَمْ يَجِدْ
- طريقاً إلينا بها يخلُصُ
- ظَلِلْنا كَجَيْشِي كِفاحٍ تَكُرُّ
- على العُرْبِ أتْراكُهُ الخُلَّصُ
- لَدى بِرْكَة ٍ حُرِّكتْ راؤها
- فليسَتْ تَقِلُّ ولا تَنْقُصُ
- تَغنّى لنا طَرباً ماؤها
- وقامتْ أنابِيبُها ترقُصُ
- يُريكَ الجواهِرَ تَقْبيبُها
- وَهُنَّ طَوافٍ بها غُوَّصْ
- ومُسْتضحِكٍ ذهبيِّ الشفاهِ
- بما جَزَّعُوا مِنْهُ أوْ فَصَّصُوا
- مُنيفٍ يخرُّ بذوبِ اللجَينِ
- على ذَهَبٍ سبْكهُ المُخْلَصُ
- ترى الطَّيرُ والوحْشَ مِنْ جانِبَـ
- ـهِ يشكُو البَطِينَ بها الأخْمَصُ
- دَوانٍ رَوانٍ فَلا هذهِ
- تُراعُ ولاَ هذهِ تُقْنَصُ
- ترى آمناً فيهِ سرْبَ الظِّبا
- ءِ والذئبُ ما بينَها يرْعَصُ
- وفَوّارَة ٍ ما بَغى وصْفَها
- جَرِيرٌ وَلا رامَهُ الأحْوَصُ
- كأنَّ لَها مَطْلباً في السَّما
- ءِ فَهْي عَلى نَيْلهِ تَحْرِصُ
- إذا ما وَفى قَدُّها بالسُّمُوِّ
- أخلَفها عُنُقٌ يَوْقَصُ
- وتوَّجَها الشَّرْبُ نارَنْجَة ً
- فخِلْتُ المِذَبَّة َ تستَخْوِصُ
- مشجرة الماء نخليّة ً
- كجُمَّة ِ شمْطاءَ لا تُعْقَصُ
- ودوحٍ أغنِيُّ قُمْرِيِهِ
- يَهزُّ اللَّبِيبَ ويَسْتَرْقِصُ
- يشُوقُ وبينُهُ مُشكِلٌ
- ويَشْجُو ومُسْهِلُهُ أعْوَصُ
- وروضٍ جلا النورَ خشْخاشُهُ
- تَحارُ لهُ العَيْنُ أو تَشخَصُ
- كأنَّ بهِ مَعشراً وُقَّفاً
- بزينَة ِ عيدٍ لهُ أخلَصُوا
- تَخالَفُ في الشَّكلِ تِيجانُهُمْ
- وتَحكِي غَلائِلَهاالأقْمُصُ
- فمِنْ أبيضٍ يققٍ لونُهُ
- يرُوقُكَ كافورهُ الأخْلَصُ
- ومِنْ أحمَرٍ شابَهُ زُرْقة ٌ
- حكى الوَجناتِ إذا تُقْرَصُ
- وَحِلفَينِ مِثلُهُما يُصْطَفى
- لِيَوْمِ المُدامِ ويُسْتخْلَصُ
- رَسيلَينِ معناهُما في الغِناءِ
- أدَقُّ لفظُهُما ألخَصُ
- يَظَلُّ الحَليمُ إذا غَنَّيا
- كأنَّ فرائِصهُ تُفْرصُ
- وَبَينَ السُّقاة ِ مَرِيضُ الجُفونِ
- يسُوُم القُلوبَ فيستَرْخِصُ
- غنِيٌّ بألحاظِهِ لوْ يشاءُ
- عنِ الكَأْسِ لكنَّهُ أحْرَصُ
- فدُونَكُمُ فاسأَلُوا طَرْفَهُ
- وَعنْ خَبرِي فِيه لا تَفْحَصُوا
- إذا ما غَدَوْنا عَلى لذَّة ٍ
- فخطُّ مُفارِقَنا الأنْقَصُ
- مَحاسِنُ فِي حَسناتِ الأميـ
- ـرِ تَصْغُرُ قدْراً وتُسْتَنْقَصُ
- سقى الله مَنْ لمْ يزَلْ جُودُهُ
- يَعُمُّ إذا معشَرٌ خصَّصُوا
- فكائِنْ مَحا بِنَداهُ العُفاة ُ
- ذُنوبَ الزَّمانِ وكَمْ مَحَّصُوا
- وكُنتُ إذا عَنَّ بحرُ القَريضِ
- فإنِّي علَى دُرِّهِ أغْوَصُ
المزيد...
العصور الأدبيه