الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ >>
قصائدابن الخياط
مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ
ابن الخياط
- مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ
- أفُقَ السَّماءِ بِهمَّة ٍ لَمْ تُخْفَضِ
- أغْنى وقدْ أبْدى الندى وأعادَهُ
- عَنْ أنْ أقُولَ لَهُ أطَلْتَ فأعْرِضِ
- ما كانَ فِيما نِلْتُ مِنْهُ بِواعِدٍ
- فأقُولَ إنَّ الوَعْدَ غَيْرُ مُمَرِّضِ
- سبقَتْ مواهبُهُ الوُعُودَ ورُبَّما
- جادَ السَّحابُ وبَرْقُهُ لَمْ يُومِضِ
- وقَفَ الحُسَيْنُ علَى السَّماحِ غَرامَهُ
- ليسَ المُحِبُّ عنِ الحَبيبِ بمُعْرِضِ
- كَشّافُ كُلِّ عَظِيمَة ٍ إنْ تَدْعُهُ
- لا تَدْعُهُ للخَطْبِ ما لمْ يُرْمِضِ
- وإذَا أرَدْتَ إلى الحُسَيْنِ صَنِيعَة ً
- فَکعْرِضْ لِفَضْلِ نَوالِهِ وتَعرَّضِ
- إنَّ السُّؤالَ لواقِعٌ منْهُ بمَنْـ
- ـزِلة ِ النَّوالِ منَ المُقِلِّ المُنْفِضِ
- وَلَهُ إذا وعَدَ الجَمِيلَ مكارِمٌ
- لا يَقْتَضِيهِ بِغَيرِهنَّ المُقْتَضِي
- مَحْضُ العَلاءِ صَرِيحُهُ فِي أُسْرَة ٍ
- جُمحيَّة ِ النَّسَبِ الصَّريحِ الأمْحَضِ
- ضَرَبَ الحِمامُ عَلَيْهِمُ فَتَقَوَّضْوا
- وبِناءُ ذَاكَ المَجْدِ لَمْ يَتَقَوَّضِ
- قومٌ لهُمْ شرَفُ الحَطِيمِ ومُبْتَنى الـ
- ـعِزِّ المُشَيَّدِ في البِطاحِ الأعْرَضِ
- يُحْيي الثَّنا مَوْتى الكِرامِ ورُبَّما
- ماتَ اللَّئِيمُ ورُوحُهُ لمْ تُقْبَضِ
- ما ذا تَقُولُ لِمَنْ أتاكَ مُصَرِّحاً
- نِعَمٌ تعرَّضُها لِكُلِّ مُعَرِّضِ
- قدْ كانَ خَيَّمَ صَرْفُ كُلِّ مُلِمَّة ٍ
- عندِي فقالَ لُه سَماحُكَ قوِّضِ
- ولحَظْتَنِي فعرَفْتَ موضِعَ خلَّتِي
- نظَرَ الطَّبيبِ إلى العَليلِ المُمْرَضِ
- ونَظَرْتَ مِنْ تَحْتِ الخُمُولِ تَطَلُّعِي
- كَالماءِ بُرْقِعَ وَجْهُهُ بِالعَرْمَضِ
- لمّا رأَيْتَ الدَّهْرَ يَقْصُرُ هِمَّتِي
- عنْ غاية ِ الأمَلِ البَعِيدِ المَرْكَضِ
- أنْهَضُتَنِي والسَّهْمُ لَيْسَ بِصائِبٍ
- غَرَضاً إذا الرَّامِي بهِ لَمْ يُنْبِضِ
- والعَضْبُ ليْسَ ببَيِّنٍ تأْثِيرهُ
- والأثرُ حتّى ينتَضِيهِ المُنتَضِي
- وعَلَيْكَ حَقٌّ رَفْعُ ما أسَّسْتَهُ
- فِي مَذْهَبِ الكَرَمِ الَّذِي لَمْ يُرْفَضِ
- لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ يَدٍ والَيْتَها
- أنِّي بشكْرِ صنيعِها لمْ أنهضِ
- إنَّ الغمامَ إذا ترادَفَ وابلُهُ
- أبْقى أنيقَ الروضِ غير مروَّضِ
- وَلَئِنْ بَقِيتُ لَتَسْمعَنَّ غَرائِباً
- يَقْضِي الزَّمانَ وفَضْلُها لمْ يَنْقَضِ
- يظْمَا إليْها المُنْعِمُونَ فمنْ يرِدْ
- يَرِدِ الثَّناءَ العَذْبَ غْيَر مُبَرَّضِ
- هذا ولست ببالغ بعضَ الذي
- أوليت مالُبِسَ الظلامُ وما نُضي
- أقْرَضْتَنِي حُسْنَ الصَّنِيعِ تَبَرُّعاً
- والقَرْضِ أفْضَلُ مِنْ جَزاءِ المُقْرِضِ
- فَاعْذُرْ إذا ما الدَّهْرُ أخْمَدَ فِكْرَتِي
- أيُّ لكِرَامِ بِدَهْرِهِ لَمْ يَغْرَضِ
- جاءَتْكَ تُنْذِرُ بِالتَّوالِي بَعْدَها
- كالفجْرِ في صدْرِ الصباحِ الأبْيَضِ
- أبِنِي أبي العيشِ الأكارِمَ إنَّنِي
- لولاكمُ لرَضِيتُ ما لمْ أرْتَضِ
- ما زِلْتُ أعْتَرِضُ المَوارِدَ قامِحاً
- حتّى وَصَلْتُ إلى البُحُوره الفُيَّضِ
المزيد...
العصور الأدبيه