الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> لقَدْ جاوزْتَ فِيكَ مِقدارَها >>
قصائدابن الخياط
لقَدْ جاوزْتَ فِيكَ مِقدارَها
ابن الخياط
- لقَدْ جاوزْتَ فِيكَ مِقدارَها
- خُطُوبٌ قضتْ منكَ أوطارَها
- وكيفَ ترَقَّتْ إلى مُهجَة ٍ
- يودُّ الرَّدى لوْ غدا جارها
- سمَتْ هِمَّة ُ الخَطْبِ حتَّى إليكَ
- لقدْ عظَّمَ الدَّهْرُ أخطارَها
- ومنْ ذا الذي يأمنُ النائباتِ
- وقد أنشبتْ فيكَ أظْفارَها
- سَماحُكَ أثكلَها صَرْفَها
- فجاءَتْكَ طالبة ً ثارَها
- ستبكيكَ ما عُمرَتْ دولة ٌ
- دعتْكَ المكارِمُ مُختارَها
- فمنْ لِحماها إذا ما العدُ
- وُّ أمَّتْ كتائبُهُ دارَها
- ومَنْ يشهدُ الحرْبَ غيرُ الجَبانِ
- إذَا الخَوْفُ غَيَّبَ أنصارَها
- وَمَنْ يجعَلُ السَّيفَ مِنْ دُونِها
- حِجاباً يُميطُ بهِ عارَها
- ومَنْ ذا يُكَثِّرُ حُسّادَها
- ومَنْ ذا يُقَلِّلُ أنظارها
- ومنْ للأمورِ إذا أورِدتْ
- فلمْ يملِكِ القومُ إصدارَها
- ومنْ ذا يطيلُ قِراعَ الخُطُو
- بِ حتّى يقَصِّرَ أعمارَها
- سقى اللهُ في كلِّ يومٍ ثراكَ
- حياءَ السَّماءِ وأمْطارَها
- تولّى كما أقْلَعَتْ ديمة ٌ
- وأوْدَعَتِ الأرْضَ آثارَها
- مَضتْ واقتضَتْ شُكرَ آلائِها
- نَسيمَ الرِّياض ونُوّارَها
- خلائقُ إن بانَ منها العِيانُ
- رَوتْنا الصَّنائعُ أخبارَها
- أرى كُلَّ يومٍ مِنَ الحادِثاتِ
- لنا وَقْعة ً نَصطلي نارَها
- فيا ليتَ شِعرِي ـ وما نفعُ لَيتَ ـ
- متى تضعُ الحربُ أوزارَها
- وحتّامَ ذِمَّة ُ هذِي الجُسُو
- مِ لا يرهَبُ الموتُ إخفارَها
- تُفِيتُ المقادِيرُ أرواحَها
- وتُبْلِي على الدهْرِ أبشارها
- هربْنَا بأنفُسِنا والقَضا
- ءُ يسبِقُ بالمَشْيِ إحضارَها
- وما اعترفتْ أنفسٌ بالحما
- مِ لَوْ كانَ يَقْبلُ إنكارَها
- إذا أقبلَتْ بِالفَتى عِيشة ٌ
- توقعَ بالموتِ إدبارَها
- وكيفَ يحاوِلُ صَفْوَ الحَيا
- ة ِ مَنْ لَيسَ يُمنحَ أكدارَها
- وما عُمرُ مَنْ أدرَكَتْهُ الوَفا
- ة ُ إلاّ كمرحلَة ٍ سارَها
المزيد...
العصور الأدبيه