الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> لئنْ عدانِي زمانق عنْ لقائكُمُ >>
قصائدابن الخياط
لئنْ عدانِي زمانق عنْ لقائكُمُ
ابن الخياط
- لئنْ عدانِي زمانق عنْ لقائكُمُ
- لَما عَدانِيَ عَنْ تَذْكَارِ ما سَلَفا
- وإنْ تَعَوَّضَ قَوْمٌ مِنْ أحِبَّتِهِمْ
- فَما تَعَوَّضْتُ إلاَّ الوَجْدَ والأسَفَا
- وَكيفَ يَصْرفُ قَلْباً عَنْ وِدادِكُمُ
- من لا يرى منكُمْ بُدّاً إذا انصَرفَ
- ما حَقُّ شوقِيَ أنْ يُثنى بلائمَة ٍ
- ولا لدمعِيَ أنْ يُنهى إذا ذَرَفا
- مَا وَجْدُ مَنْ فَارَقَ القَوْمَ الأْلَى ظَعَنُوا
- كَوَجْدِ مَنْ فَارَقَ العَلْياءِ والشَّرَفا
- لأُغْريَنَّ بذَمِّ البَيْنِ بعدَكمُ
- وَكَيْفَ تَحْمَدُ نَفْسُ التَّالِفِ التَّلَفا
- أمُرُّ بالرَّوْضِ فيهِ منكُمُ شبهٌ
- فأغْتدِي بارئاً وأنْثَني دَنِفا
- وَيَخْطِرُ الغَيْثُ مُنْهَلاًّ فيَشْغَفُنِي
- أنِّي أرى فِيهِ مِنْ أخْلاقِكُمْ طَرَفا
- أعْدَيْتُمُ يَا بَنِي عَمَّارَ كُلَّ يَدٍ
- بالجودِ حتى كأنَّ البُخلَ ما عُرِفا
- مَا كانَ يُعْرَفُ كَيْفَ العَدْلُ قَبْلَكُمُ
- حتى ملكتُمْ فسِرْتُمْ سِيرَة َ الخُلَفا
- ما أحْدَثَ الدَّهْرُ عِنْدِي بَعْدَ فُرْقَتِكُمْ
- إلاّ وداداً كماءِ المُزْنِ إذْ رُشِفا
- وَشُرَّداً مِنْ ثَناءٍ لا يُغِبُّكُمُ
- مُضَمَّناً مُلَحَ الأَشعارِ والطُّرفَا
- كالوردِ نشراً ولكنْ منْ سجيتهِ
- أنْ لَيْسَ يَبْرَحُ غَضًّا كُلَّما قُطِفا
- محامِدٌ ليسَ يُبْلي الدهرُ جدَّتَها
- وكَيْفَ تَبْلَى وقَدْ أوْدَعْتُها الصُّحُفا
- غُرٌّ إذا أنشِدتْ كادَتْ حلاوتُها
- تُرْبِي القَصائدَ مِنْ أبكارِها نُتَفا
- يَغْنى بِها المَجْدُ عَنْ عَدْلٍ عَلَيَّ وَمَنْ
- يَبْغِي الشُّهُودَ عَلَى مَنْ جاءَ مُعْتَرِفا
- ما أنْتُمُ بِالنَّدَى إذْ كانَ دِينَكُمُ
- أشَدُّ مِنِّي ـ عَلى بُعْدِي ـ بِكُمْ شَغَفا
- مَنْ راكِبٌ وَاصِفٌ شَوْقِي إلى مَلكٍ
- لا يخَجلُ الرَّوضُ إلا كُلَّما وُصِفا
- يُثنِي بحمدِ جلالِ المُلكِ عن نعمٍ
- عندِي بما رَقَّ مِنْ شُكْرِي لَهُ وَصَفا
- قلْ للهُمامِ رَعى الآمالَ بعدَكُمُ
- قومٌ فرُحْتُ أسُوقُ العُرَّ والعُجُفا
- إنْ كانَ يَخْشُنُ لِلأعْداءِ جانِبُهُ
- فَقَدْ يَلِينُ لِراجِي سَيْبِهِ كَنَفا
- حاشا لمنْ حكَّمَتْ نعماكَ همَّتَهُ
- ألاَّ يَبِيتَ مِنَ الأيَّامِ مُنْتَصِفا
- كمْ عزمَة ٍ لَكَ في العَلْياءِ سابِقَة ٍ
- إذا جَرى الدهرُ في ميدانِها وقفا
- وبلدة ٍ قد حماها منكَ ربُّ وَغى ً
- لا تَسْتَقِيلُ الرَّدَى مِنهُ إذا دَلَفا
- إنْ أقلَقَ الخطْبُ كانتْ معقلاً حرَماً
- أوْ طَبَّقَ المَحلُ كانَتْ روضَة ً أُنُفا
- إنَّ النعيمَ لباسٌ خوِّلَتْهُ بكُمْ
- فَدامَ مِنْكُمْ علَى أيَّامِها وصَنفَا
- إنْ كُنْتَ غادَرْتَ فِي دُنْياكَ مِنْ شَرَفٍ
- فَزادَكَ اللَّهُ مِنْ إحْسانِهِ شَرَفا
المزيد...
العصور الأدبيه