الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> خليليَّ إنْ لم تُسعِدا فذرانِي >>
قصائدابن الخياط
خليليَّ إنْ لم تُسعِدا فذرانِي
ابن الخياط
- خليليَّ إنْ لم تُسعِدا فذرانِي
- ولا تحسَبا وجدِي الذي تجِدانِ
- خُذا مِنْ شُجُونِي ما يدُلُّ علَى الجَوى
- فما النّارُ إلا تحتَ كُلِّ دُخانِ
- أماتَ الهَوى صبرِي وأحْيا صبابِتي
- فها أنا مغلُوبٌ كما تَرَيانِ
- ولوْ أنَّ منْ أهواهُ عايَنَ لوعَتِي
- لَعَنَّفِني في حُبِّهِ ولَحانِي
- تحمَّلْتُ منْ جورِ الأحبة ِ ما كفى
- فَلا يَبْهَظَنِّي اليَوْمَ جَوْرُ زَمانِي
- وكيفَ احتفالي بالزَّمانِ عَدَّ كرامِهِ
- بِأوَّلِ مَنْ يُثْنى عَليهِ بَناتِي
- بأزْهَرَ وضّاحِ الجبينِ مهذبٍ
- جميلِ الحَيا ماضٍ أغرَّ هِجانِ
- إذَا آلُ عَمّارٍ أظَلَّكَ عِزُّهُمْ
- فَغَيْرُكَ مَنْ يَخْشَى يَدَ الحَدَثانِ
- هُمُ القَوْمُ إلاّ أنَّ بَيْنَ بُيُوتِهِمْ
- يُهانُ القِرى والجارُ غَيرُ مُهانِ
- هُمُ أطْلقُوا بِالجُودِ كُلَّ مُصَفَّدٍ
- كَما أنْطقُوا بِالْحَمْدِ كُلَّ لِسانِ
- لَهُمْ بِكَ فَخْرَ المُلْكِ فَخْرٌ عَلى الوَرى
- لَهُ شائِدٌ مِنْ راحَتَيْكَ وَبانِ
- نُجومُ عَلاءٍ فِي سماءِ مَناقِبٍ
- عَلِيٌّ وعَمّارٌ بِها القَمَرانِ
- هنيئاً لكَ الأيامُ فالدهرُ كُلهُ
- إذا ما وَقاكَ اللَّهُ دَهْرُ تَهانِ
- لِذا الخَلْقِ عِيدٌ في أوانٍ يَزوُرُهُمْ
- وأنتَ لنا عيدٌ بكلِّ أوانِ
- فحسبِي من النَّعماءِ أنَّكَ والنَّدى
- خَلِيلا صَفاءٍ لَيْسَ يَفْتَرِقانِ
- إذا رُمْتُ شِعْرِي فِي عُلاكَ أطاعَنِي
- وإنْ رُضْتُ فِكْرِي فِي سِواكَ عَصانِي
- وما ذاكَ إلاّ أنَّني لكَ ناطِقٌ
- بِمِثْلِ الَّذِي يُطْوَى عَلَيْهِ جَنانِي
- وكَيْفَ احْتِفالي بالزَّمانِ وصَرْفِهِ
- وَخَطْبٌ إلى جَدْوى يَدَيكَ دَعانِي
- لَقَدْ أثْمَرَتْ أيّامُهُ لِيَ أنْعُماً
- ولَوْلاكَ لَمْ يُثْمِرْنَ غَيْرَ أمانِي
- وإنِّي لتقْتادُ المطالِبَ همَّتِي
- فأرْجِعُ مَثْنِيّاً إلَيْكَ عَنانِي
- وإنِّي لأرْجُو مِنْ عَطائِكَ رُتْبَة ً
- يُقَصِّرُ عَنْ إدْراكِها الثَّقَلانِ
- فما تقْرُبُ الدَّنْيا وعطفُكَ نازِحٌ
- ولا تَبْعُدُ النُّعمى وجودُكَ دانِ
المزيد...
العصور الأدبيه