الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> جرى لكَ بالتوفيق أمَنُ طائِرِ >>
قصائدابن الخياط
جرى لكَ بالتوفيق أمَنُ طائِرِ
ابن الخياط
- جرى لكَ بالتوفيق أمَنُ طائِرِ
- ومُلِّيتَ مأثُورَ العُلى والمآثِرِ
- وأيدكَ اللهُ العليُّ ثَناؤُهُ
- بِعاجِلِ نصْرٍ خالِدِ العَزِّ قاهرِ
- ولازلتَ وَرّاداً إلى كُلِّ مفخرٍ
- موارد محمودٍ سعيد المصادر
- لقدْ دَلَّ تَشْرِيفُ الخَلِيفة ِ أنَّهُ
- بخيرِ بنِي أيامِهِ خيرُ خابِرِ
- وأنَّ لَهُ فِي حَوطَة ِ الدِّينِ هِمَّة ً
- بِها يستحِقُّ النَّصْرَ مِنْ كلِّ ناصِرِ
- تسربلْتَ عضْبَ الدولة ِ المُلْكَ فخرَهُ
- وما الفَخْرُ إلا للسيوفِ البواتِرِ
- وما جهِلَتْ نُعماهُ عندَكَ قدرَها
- وقدْ كشَفَتْ عَمّا طَوى فِي الضَّمائرِ
- وما نبَّهْت إلى على ذي نباهة ٍ
- كما سُقِي الرَّوضُ الخصيبُ بماطِرِ
- وما كانَ إلاّ العَنْبرَ الوَرْدَ فِعْلهُ
- أضِيفَ إلى نشْرٍ مِنَ المسكِ عاطِرِ
- ومَا شاءَ إلاّ أنْ تُحَقِّقَ عِنْدَهُ
- مَحَلَّكَ مِنْ طاوٍ هَواهُ وناشِرِ
- وأنَّكَ معقودٌ بأكْبِرِ همَّة ٍ
- وأنكَ معدودٌ لهُ في الذَّخائِرِ
- وليْسَ يَبِينُ الدَّهْرِ إخلاصُ باطِنٍ
- إذا أنْتَ لمْ تُدْلَلْ عَليهِ بظاهِرِ
- رَآكَ بِعينِ اللُّبِّ أبعَدَ فِي العُلى
- وأسْعدَ مِنْ زُهْرِ النُّجومِ البَواهِرِ
- وأبْهى مَحلاًّ فِي القُلُوبِ ومَوْقِعاً
- وأشهى إلى لَحْظِ العُيُونِ النَّواظِرِ
- وأطْعمَ في اللأْواءِ والدهرُ ساغبٌ
- وأطْعَنَ في صدْرِ الكَمِيِّ المُغامِرِ
- فَناهَزَ فَخْراً بِکصْطِفائِكَ عاجِلاً
- علَى كلِّ باقٍ في الزَّمانِ وغابِرِ
- ومَا ذاكَ مِنْ فِعلِ الخَلِيفَة ِ مُنْكَرٌ
- ولا عَجَبٌ فَيْضُ البُحُورِ الزَّواخِرِ
- وما عُدَّ إلاّ مِنْ مَناقِبِه الَّتِي
- مَثَلْنَ بِه في الفِعْلِ طِيبَ العناصِرِ
- وما كانَ تأْثِيلٌ شريفٌ وسُؤْدُدٌ
- لِيُنْكَرَ مِنْ أهْلِ النُّهَى والبَصائِرِ
- وأنْتَ الَّذِي مِنْ بأسهِ فِي جَحافِلٍ
- ومِنْ مجدِهِ في أسْرَة ٍ وعشائِرِ
- بعزِماتِ مجدٍ ثاقِباتٌ هُمُومُها
- وآراءِ مَلْكٍ مُحْصَداتِ المَرائِرِ
- يراها ذَوُو الأضغانِ بثَّ حَبائِلٍ
- وما هِيَ إلاّ أسْهُمٌ فِي المَناحِرِ
- وآياتُ مجدٍ باهِراتٌ كأنَّها
- بَدائِعُ تأتِي بالمَعانِي النَّوادِرِ
- وأخلاقُ معشُوقِ السَّجايا كأنَّما
- سقاكَ بها كأْسَ النديمِ المُعاقِرِ
- يبيتُ بعيداً أن تُوَجَّهُ وصْمَة ٌ
- عَلى عِرْضِهِ والدَّهْرُ باقِي المَعايرِ
- إذا دَفَعَ الطُّلاّبَ إلحاحُ لزبَة ٍ
- فأنتَ الذي لا يتَّقِي بالمعاذِرِ
- وما للبُدُور أن تكُفَّ ضِياءَها
- وَلا البُحْلُ فِي طَبْعَ الغَمامِ البَواكِرِ
- لعمْرِي لقدْ أتعبْتَ بالحمْدِ منطِقِي
- وأكْثَرْتَ مِنْ شُغْلِ القَوافِي السَّوائِرِ
- وما نَوَّهَتْ مِنْكَ القَوافِي بخامِلٍ
- ولكنْ رأيتُ الشِّعْرَ قَيْدَ المَفاخِرِ
- إذا أنتَ لمْ تجْعَلْ لهُ مِنْكَ جانباً
- فمنْ يقتِني الحمدَ اقتناءَ الجواهِرِ
- وما زِلْتَ مشْغُوفاً لدَيَّ مُتَيَّماً
- بكلِّ رداحٍ منْ بناتِ الخواطِرِ
- لهنَّ إذا وافَيْنَ مجدَكَ قُرْبَة ُ الـ
- ـحِسانِ ودَلُّ الآنساتِ الغرائِرِ
- يرِدْنَ رَبيعاً مِنْ جَنابِكَ مُمْرعاً
- ويَرْتَعْنَ فِي إثْرِ الغُيومِ المَواطِرِ
- وإنِّي لقَوّالٌ لِكُلِّ قَصِيدَة ٍ
- إذا قيلَ شعرٌ أفْحَمَتْ كُلَّ شاعرٍ
- فمنْ كلمٍ يكلُمْنَ أكْبادَ حُسَّدِي
- ومِنْ فِقَرٍ تَرْمِيهُمُ بالفَواقِرِ
- ألا ليْتَ شعرِي هلْ أفُوزُ بدولة ٍ
- تُصَرِّفُ كَفِّي في عنانِ المَقادِرِ
- وهَلْ تنهَضُ الأيّامُ بِي فِي مَقاوِمٍ
- تطُولُ بناهٍ للزمانِ وآمِرِ
- فإنَّ مِنَ العجْزِ المُبينِ - وأنْتَ لي
- نُزولِي علَى حُكْمِ الليالِي الجوائِرِ
المزيد...
العصور الأدبيه