الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> بِنَفْسِي عَلى قُرْبهِ النَّازِحُ >>
قصائدابن الخياط
بِنَفْسِي عَلى قُرْبهِ النَّازِحُ
ابن الخياط
- بِنَفْسِي عَلى قُرْبهِ النَّازِحُ
- وإن غالَنِي خطبُهُ الفادِحُ
- تصافَحَ تربتُهُ والنَّسمُ
- فنشْرُ الصَّبا عطِرٌ فائحُ
- كأنَّ المُغَرِّدَ فِي مَسْمَعِي
- لِفَرْطِ اكْتِئابِي لَهُ نائِحُ
- أَيا نازِلاً حيثُ يَبْلى الجديدُ
- ويذْوِي أخُو البهجة ِ الواضِحُ
- ذكرتكَ ذكرى المُحبِّ الحبيبَ
- هيَّجَها الطَّلَلُ الماصِحُ
- فما عزَّني كَبِدٌ تلْتظِي
- وَلا خانَنِي مَدْمَعٌ سَافِحُ
- مُقيمٌ بحيثُ يصمُّ السميعُ
- ويعْمى عنِ النَّظَرِ الطامِعُ
- يَرِقُّ عَلَيكَ العَدُوُّ المُبِينُ
- وَيَرْثِي لَكَ الْحاسِدُ الكاشِحُ
- كأنْ لَمْ يَطُلْ بِكَ يَوْمَ الفَخارِ
- سَرِيرٌ وَلا أجْرَدٌ سابِحُ
- وَلَمْ تَقْتَحِمْ غَمَراتِ الخُطُوبِ
- فَيُغْرِقَها قَطْرُكَ النّاضحُ
- سقاكَ كجودِكَ غادٍ علَى
- ثَراكَ بِوابِلهِ رائِحُ
- يدبِّجُ في ساحتَيْكَ الرِّياضَ
- كَما نمَّقَ الكَلِمَ المادِحُ
- أرى كُلَّ يَوْمٍ لَنا رَوْعة ً
- كما ذُعِرَ النَّعَمُ السارحُ
- نُفاجا بجدٍّ منَ المُعضِلاتِ
- كأنَّ الزَّمانَ بِهِ مازِحُ
- نُعَلِّلُ أنْفُسَنا بالمُقَامِ
- وَفِي طَيِّهِ السَّفَرُ النَّازِحُ
- حَياة ٌ غَدَتْ لاقِحاً بالحِمامِ
- ولا بُدَّ أنْ تُنتجَ اللاقِحُ
- وكُلُّ تمادٍ إلى غاية ٍ
- وإنْ جَرَّ أرْسانَهُ الجامِحُ
- وما العُمْرُ إلاّ كمهوى الرِّشاءِ
- إلى حيثُ أسلمَهُ الماتِحُ
- لقدْ نصحَ الدهرُ منْ غرَّهُ
- فحتامَ يتهمُ النّاصحُ
- حمى اللهُ أروعُ يحمِي البلادَ
- مِنَ الجدْبِ معروفُهُ السّائحُ
- أغَرُّ يزينُ التُّقى مجدَهُ
- وَيُنْجِدُهُ الحَسَبُ الوَاضِحُ
- أيا ذا المَكارِمِ لا رُوِّعَتْ
- بِفَقْدِكَ ما هَدْهَدَ الصّادِحُ
- فَما سُدَّ بابٌ مِنَ المَكْرُماتِ
- إلاّ وأنْتَ لَهُ فاتِحُ
- أبى ثِقَة ُ المُلْكِ إلاّ حِماكَ
- حمى ً والزَّمانُ بهِ طائحُ
- وَما كُلُّ ظِلٍّ بِهِ يَسْتَظِلُّ
- مَنْ شَفَّهُ الرَّمَضُ الّلافِحُ
- طَوى البَحْرَ يَنْشَدُ بَحْرَ السَّمَاحِ
- إلى العَذْبِ يُقْتَحَمُ المالِحُ
- فبادرتَ تخسأُ عنهُ الخطوبَ
- دِفاعاً كَما يَخْسأُ النَّابِحُ
- تَرُوعُ الرَّدى والعِدى دُونَهُ
- كما رَوَّعَ الأعْزَلَ الرَّامِحُ
- عَطَفْتَ عَليهِ أبِيَّ الحُظُوظِ
- قَسْراً كَما يُورَدُ القامِحُ
- وباتَ كَفيلاً لَهُ بالثَّراءِ
- والعزِّ طائِرُكَ السّانِحُ
- صَنائِعُ لا وَابِلُ المُعْصِراتِ
- نَداها ولا طَلُّها الرّاشحُ
- وأقسمُ لوْ أنَّ عزّاً حمى
- مِنَ المَوْتِ ما اجْتاحَهُ جائِحُ
- ولكنَّ أنْفُسَ هذا الأنامِ
- منائحُ يرتَدُّها المانحُ
- وأيُّ فَتًى ساوَرَتْهُ المَنُونُ
- فمي يردهِ روقُها الناطِحُ
- سَبَقَتَ إلى المَجْدِ شُوسَ المُلُوكِ
- كَما سَبَقَ الْجَذَعَ القارِحُ
المزيد...
العصور الأدبيه