قصائدابن الخياط



بَكَيْتُكَ لِلْبِيْنِ قَبْلَ الحِمامِ
ابن الخياط



  • بَكَيْتُكَ لِلْبِيْنِ قَبْلَ الحِمامِ

  • وأيْنَ مِنَ الثُّكْلِ حَرُّ الغَرامِ

  • وما كانَ ذاكَ الفِراقُ المُشـ

  • ـتُّ إلا دُخاناً لِهذا الضِّرامِ

  • فَعُوِّضْتُ بَعْدَ الحَنِينِ الأنِينَ

  • وبُدِّلْتُ بعْدَ الجوى بالسَّقامِ

  • إذا قَتَلَ البُعْدُ أهْلَ الهَوى

  • فأقْتَلُ لِي مِنْهُ مَوْتُ الكِرامِ

  • فيا قمراً يمَنِيَّ المغيبِ

  • وإنّ كانَ مَطْلَعُهُ بِالشَّآمِ

  • أكادُ لذِكرِكَ ألْقى الحِمامَ

  • إذا هَتَفَتْ ساجِعاتُ الحَمامِ

  • فأنْشُدُ مَثْواكَ عِنْدَ الهُبُوبِ

  • وَأرقُبُ طَيْفَكَ عِنْدَ المَنامِ

  • وأهْفُو إلى كُلِّ بَرْقٍ يَمانٍ

  • واصْبُو إلى كُلِّ ركْبٍ تهامِ

  • وأسألُ عنكَ نسيمَ الرِّياحِ

  • وَمَنْ لِلنَّسِيمُ بِمَنْ فِي الرِّجامِ

  • وَإنِّي لَظامٍ إلى نَفْحَة ٍ

  • بريّاكَ ما وردَ الماءَ ظامِي

  • وكَمْ عَبْرة ٍ لِي وَما بَيْنَنا

  • سِوى أنْ تَكِلَّ بَناتُ الموامي

  • فكيفَ وقدْ أنزَلَتْكَ المنُونُ

  • بِأسْحَقِ دارٍ وأنْأى مَقامِ

  • غَرِيباً يُبَكِّي لَهُ الأبْعَدُونَ

  • صَرِيعاً يُوَسَّدُ صُمَّ السِّلامِ

  • سليباً يُجَلْبَبُ ثوبَ البِلى

  • ضعيفاً يُحمَّلُِ ثِقْلَ الرَّغامِ

  • ويا غائِباً كَمَدِي حاضِرٌ

  • بهِ ما شَجَتْ فاقِدٌ بالبُغامِ

  • تَشَكَّتْ رِكابُكَ عَضَّ القُتودِ

  • لَيالِي سُراكَ وَجَبَّ السَّنامِ

  • وَما كانَ غارِبُها فِي الرَّحِيلِ

  • بأوْجَعَ مِنْ كَبِدي في المُقامِ

  • زِمامٌ مَعَ الوَحْدِ لِي طَيِّعٌ

  • طِواعَ المُذَلَّلِ جَذْبَ الزِّمامِ

  • وَدَمْعٌ يُبارِي وَجِيفَ المَطِيِّ

  • فأخْفافُها وجُفُونِي دَوامِي

  • رُزِئْتُكَ حيّاً وخَطْبُ الفِرا

  • قِ أشْبَهُ شيءٍ بخطْب الحِمامِ

  • وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَكَ لِي مُقْلَة ٌ

  • تَبِيتُ لِفَقْدِكَ ذاتَ انْسِجامِ

  • فَداَوَيْتُ شَوْقِي بِذِكْرِ اللِّقاءِ

  • وعَلَّلْتُ شَمْلِي بِعَوْدِ النِّظامِ

  • أُؤَمِّلُ قُرْبَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ

  • وأرجُو لِقاءَكَ في كلِّ عامِ

  • ولمْ أدْرِ أنَّ مَرامِي القَضا

  • ءِ قَدْ حُلْنَ بَيْنِي وبَيْنع المَرامِ

  • فَسُدَّتْ مَطالِعُ ذاكَ الجَوادِ

  • وفُلَّتْ مضارِبُ ذاكَ الحُسامِ

  • وَغُودِرَ مُحْيِي النَّدَى لِلْفَناءِ

  • وَعُوجِلَ بانِي العُلَى بِکنْهِدامِ

  • فَواحَسْرَتا مَنْ أذَلَّ العَزِيزَ

  • ووا أسَفا مَنْ أذَلَّ المُحامِي

  • عَجِبْتُ لِضَيْمِكَ تِلْكَ الغَداة َ

  • وما كانَ جارُكَ بالمُستضامِ

  • وأيُّ فتًى حاولَتْهُ المَنُونُ

  • فَلَمْ تَرْمِ عِزَّتَهُ بِکهْتِضامِ

  • وكمْ بُزَّ مِنْ مانعٍ للجوارِ

  • وضُيِّعَ مِنْ حافِظٍ للذِّمامِ

  • سقَتْكَ بألْطَفِ أندائِها

  • وأغْزَرِها سارِياتُ الغَمامِ

  • وإنْ قلَّ ماءٌ مِنَ القطْرِ جارٍ

  • فَجادَكَ قَطْرٌ مِنَ الدَّمعِ هامِ

  • وبكَّتكَ كلُّ عروضيَّة ٍ

  • تُرِنُّ بها كُلُّ ميمٍ ولامِ

  • إذا ضُنَّ عَنْكَ بِنَوْرِ الرِّياضِ

  • حبتكَ غرائبَ نورِ الكلامِ

  • لعمري لئنْ ساءَنا الدهْرُ فيكَ

  • لَقدْ سَرَّنا في أخِيكَ الهُمامِ

  • هوَ المرءُ يشجُعُ في كُلِّ خطْبٍ

  • مَهُولٍ ويجبُنُ عنْ كُلِّ ذامِ

  • ذَهَبْتَ وكَلَّفْتُهُ فِتْيَة ً

  • ذوِي غُررٍ ووجُوهٍ وسامِ

  • كما أوْدَعَ الأُفْقَ زُهْرَ النُّجُومِ

  • ووَلّى إلى الغَرْبِ بَدْرُ التَّمامِ

  • علَى أنَّ أدْمُعَنا بالجُفُو

  • نِ أغرى مِنَ الوَجْدِ بالمُسْتهَامِ

  • وَلِمْ لا وَذِكْرُكَ يَرْمِي القُلُوبَ

  • بِأنْفَدَ مِنْ صائِباتِ السِّهامِ

  • هُمُومٌ تبلِّدُ فهمَ البليغِ

  • وتُعْيِي نَوافِثَ سِحْرِ الكَلامِ

  • صدعنَ القُلوبَ فلولا أبُو

  • عليٍّ لما ظفِرَتْ بالتئامِ

  • أغرُّ تُمزَّق عنهُ الخُطوبُ

  • كما مزَّقَ البدرُ ثوبَ الظلامِ

  • رَعَتْ مَجْدَ آلِ الزَّرافِيِّ مِنْهُ

  • مَكارِمُ تَعْضُدُهُ بِکلدَّوامِ

  • فَإنْ حُطِمَ اللَّدْنُ فَکلْعَضْبِ باقٍ

  • وَإنْ أقْلَعَ الغَيْثُ فَکلْبَحْرُ طامِ

  • وفي واحدٍ منْ بني أحمدٍ

  • لنا خلفٌ مِنْ جميعِ الأنامِ

  • عَزاءَكَ يَکبْنَ العُلَى إنَّما

  • تَهُونُ العَظائِمُ عِنْدَ العِظامِ

  • كذا أخذَ الناسُ في دهْرِهِمْ

  • بِقِسْمَيْنِ مِنْ عِيشَة ٍ وکخْتِرامِ

  • فَكُلُّ اجْتِماعٍ بِهِ لِلشَّتاتِ

  • وكُلُّ رِضاعٍ بهِ لِلْفِطامِ

  • بَقِيتَ وأبْناؤُكَ الأكرَمُونَ

  • بقاءَ الهِضابِ بِرُكْنيْ شمامِ

  • فَمِثْلُكَ لَيْسَ عَلى حادِثٍ

  • ألمَّ فنكَّبَهُ منْ ملامِ



أعمال أخرى ابن الخياط



المزيد...

العصور الأدبيه



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط