الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> أُمنِّي النفسَ وصلاً من سُعادِ >>
قصائدابن الخياط
أُمنِّي النفسَ وصلاً من سُعادِ
ابن الخياط
- أُمنِّي النفسَ وصلاً من سُعادِ
- وأين من المنى دَرَكُ المُراد
- وكيف يَصحُّ وصلٌ من خليلٍ
- إذا ما كان مُعتَلَّ الودادِ
- تمادى في القطيعة لا لجُرْمٍ
- وأجفى الهاجِرينَ ذوُو التمادي
- يفرِّقُ بينَ قلبِي والتأسِّي
- وَيَجْمَعُ بَينَ طَرْفِي والسُّهادِ
- ولَوْ بذَلَ اليسيرَ لبلَّ شوْقي
- وقدْ يرْوى الظِّماءُ منَ الثِّمادِ
- أمَلُّ مَخَافَة َ الإمْلالِ قُرْبِي
- وبَعْضُ القُرْبِ أجْلَبُ لِلبِعَادِ
- وعندي للأحبة ِ كلُّ جفنٍ
- طليقِ الدمعِ مأسورِ الرُّقادِ
- فلا تغْرَ الحوادِثُ بِي فحَسْبي
- جفاؤُكمْ منَ النّوَبِ الشدادِ
- إذا ما النارُ كانَ لها اضطرامٌ
- فما الدّاعي إلى قدحِ الزنادِ
- أرى البِيضَ الحِدادَ سَتَقْتَضِينِي
- نُزُوعاً عنْ هوى البيضِ الخرادِ
- فما دَمعِي علَى الأطلال وقفٌ
- ولا قلْبي معَ الظُّعُنِ الغَوادي
- ولا أبْقى جلالُ المُلْكِ يَوْماً
- لِغيرِ هَواهُ حُكْماً في فُؤادِي
- أُحِبُّ مَكارِمَ الأخْلاقِ مِنْهُ
- وأعْشَقُ دَوْلَة َ المَلِكَ الجَوادِ
- رَجَوْتُ فَما تَجاوَزَهُ رَجائِي
- وكانَ الماءُ غايَة َ كُلِّ صادِ
- إذا ما رُوِّضَتْ أرْضِي وساحَتْ
- فما معنى انتجاعِي وارتيادِي
- كَفى بندى جلالِ المُلْكِ غَيثاً
- إذا نزحَتْ قرارَة ُ كُلِّ وادِ
- أمَلْنا أيْنُقَ الآمالِ مِنْهُ
- إلى كَنَفٍ خَصِيبِ المُسْتَرادِ
- وأغنانا نداهُ على افتقارٍ
- غناءَ الغيثِ في السنَّة ِ الجمادِ
- فَمَنْ ذَا مُبْلِغُ الأمْلاكِ عَنَّا
- وسُوّاسِ الحواضِرِ والبوادِي
- بأنَّا قدْ سكنَّا ظلَّ ملكٍ
- مَخُوفِ البأسِ مرجوِّ الأيادِي
- صحِبَنا عندهُ الأيامَ بيضاً
- وقدْ عُمَّ الزَّمانُ من السَّوادِ
- وأدرْكنَا بِعَدْلٍ مِنْ عَلِيٍّ
- صلاحَ العيشِ في دهْرِ الفسادِ
- فَما نَخْشَى مُحَارَبَة َ اللَّيالِي
- وَلاَ نَرْجُو مُسَالَمَة َ الأعادِي
- فَقُولا لِلْمُعانِدِ وهْوَ أشْقى
- بِما تَحْبُوهُ عاقِبَة ُ العِنادِ
- رُوَيْدَكَ مِنْ عَدَاوَتِنا سَتُرْدِي
- نواجِذَ ماضِغِ الصُّمّ الصِّلادِ
- ولا تحملْ على الأيام سَيْفاً
- فإن الدَّهرَ يقطَعُ بالنجادِ
- فأمنَعُ منكَ جاراً قدْ رميناَ
- كريمتهُ بداهيَة ٍ نآدِ
- وَمَنْ يَحْمِي الوِهادَ بِكُلِّ أرْضٍ
- إذا ما السِّيلُ طمَّ علَى النجادِ
- هُوَ الرَّامِيكَ عنْ أمَمٍ وعُرْضٍ
- إذا ما الرأْيُ قرطَسَ في السَّدادِ
- وَمَطَّلَعُهَا عَليكَ مُسَوَّماتٍ
- تَضِيقُ بِهَمِّها سَعَة ُ البِلادِ
- إذا ما الطَّعْنُ أنحلَها العوالِي
- فَدى الأعْجازَ مِنْها بِالهَوادِي
- فِداؤُكَ كلُّ مكبُوتٍ مغيظٍ
- يخافيكَ العداوَة َ أوْ يُبَادِي
- فَإنَّكَ ما بَقِيتَ لَنا سَلِيماً
- فما ننفَكُّ في عيدٍ مُعادِ
- أبُوكَ تَدارَكَ الإسلامَ لَمَّا
- وَهَى أوْ كَادَ يُؤْذِنُ بانْهِدَادِ
- سَخَا بِالنَّفْسِ شُحّاً بِالمَعالِي
- وجاهَدَ بالطَّريفِ وبالتِّلادِ
- كَيَوْمِكَ إذْ دَمُ الأعْلاجُ بَحْرٌ
- يُريكَ البحرَ في حُللٍ وِرادِ
- عَزائِمُكَ العَوائِدُ سِرْنَ فِيهمْ
- بِما سَنَّتْ عَزائِمُهُ البَوادِي
- وهذا المجدُ من تلكَ المساعِي
- وهذا الغيث من تلكَ الغوادِي
- وأنتُمْ أهلُ معدلة ٍ سبقتُمْ
- إلى أمدِ العُلى سبقَ الجيادِ
- رَعى مِنْكَ الرَّعِيَّة َ خَيْرُ رَاعٍ
- كَرِيمِ الذَّبِّ عَنْهُمْ والذِّيَادِ
- تقيتَ اللهَ حقَّ تُقاهُ فيهمْ
- وتقْوى اللهِ مِن خيرِ العتادِ
- كأنَّكَ لا تَرى فِعْلاً شَرِيفاً
- سِوَى ما كانَ ذُخْراً لِلْمَعادِ
- مَكارِمُ بَعْضُها فِيهِ دَليلٌ
- على ما فيكَ من كَرمِ الولادِ
- هَجرْتَ لَها الكَرَى شَغَفاً وَوَجْداً
- وَكُلُّ أخِي هَوى قَلِقُ الوِسادِ
- غنيتُ بسيبكَ المرجوِّ عنْهُ
- كَما يَغْنَى الخَصِيبُ عَنِ العِهادِ
- ورَوَّانِي سَمَاحُكَ مَا بَدَالي
- فما أرْتاحُ للعذبِ البُرادِ
- إذا نفقَ الثناءُ بأرضِ قومٍ
- فلَسْتُ بخائفٍ فيهَا كسادِي
- فَلاَ تَزَلِ اللَّيالِي ضَامِناتٍ
- بقاءَكَ ما حَدا الأظعانَ حادِ
- ثنائِي لا يُكَدِّرُهُ عِتابي
- وَقَوْلِي لاَ يُخالِفهُ اعْتِقَادِي
المزيد...
العصور الأدبيه