الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ >>
قصائدابن الخياط
أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ
ابن الخياط
- أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ
- مَحَلٌّ علِيٌّ ووجهُ مُنيرُ
- وجَدٌّ سعيدٌ ومجدٌ مَشيدٌ
- وعِزٌّ جَديدٌ وعَيْشٌ نَضِيرُ
- ويَوْمٌ يَصِحُّ الرَّجاءُ العَلِيلُ
- بهِ ويطُولُ الثناءُ القصيرُ
- دعا شرفَ الدولة ِ المجدُ فيهِ
- فَلَبّاهُ مِنْبَرُهُ والسّرِيرُ
- مرامٌ بكلِّ فلاحِ حقيقٌ
- وسَعْيٌ بكلِّ نجاحٍ جديرُ
- عَلى الطَّالِعِ السَّعْدِ يابْنَ المُلُو
- كِ هذا الرُّكُوبُ وهذا الظُّهوُرُ
- طلعْتَ تُجلِّي الدُّجى والخُطُوبَ
- بِوَجْهٍ عَلَيْهُ بَهاءٌ ونُورُ
- تكفَّلَ ريَّ اللحاظِ العِطا
- شِ ماءٌ مِنَ الحُسْنِ فيهِ نَمِيرُ
- يَتِيهُ بِكَ المُلْكُ وَهْوَ الوَقُورُ
- وَيَشْجَى بِكَ الدَّهْرُ وَهْوَ الصَّبُورُ
- ظُهورٌ ظهيرٌ على المطلَباتِ
- فَكُلُّ عَسِيرٍ لَدَيْها يَسِيرُ
- صَباحٌ صَبِيحٌ بأمثالهِ
- تقرُّ العيُونُ وتَشْفى الصدورُ
- شَرِبنا بهِ العزَّ صِرْفاً فمالَ
- بِنا طَرَباً واتَّقَتْنا الخُمُورُ
- ومَا لَذَّة ُ السُّكْرِ إلاّ بِحَيْثُ
- تُغَنّى المُنَى ويَدُور السُّرُورُ
- فيا شرفَ الدولة ِ المُسْتجارُ
- لكَ اللهُ مِنْ كُلِّ عينٍ مُجِيرُ
- لمثلكَ حقا وإنْ قلَّ عنكَ
- يُرَشَّحُ هذا المَحَلُّ الخَطيرُ
- فإنَّ النجومَ حرى ً بالسماءِ
- وأحرى بها القمرُ المستنيرُ
- لَقَدْ هُزَّ لِلطَّعْنِ رُمْحٌ سَدِيدٌ
- وجُرِّدَ للضَّرْبِ نصْلٌ طريرُ
- وسُوِّمَ للسبقِ يومَ الرِّهانِ
- جوادٌ بطُولِ المدى لا يخُورُ
- فتى ً سادَ في مهدِهِ العالمينَ
- وشادَ العُلى وهوَ طفلٌ صغِيرُ
- غَنِيٌّ مِنَ المَجْدِ وَالْمَكْرُماتِ
- وَلَكِنَّهُ مِنْ نَظِيرٍ فَقِيرُ
- فَلا زَالَ ذَا السَعْدُ مُسْتَوْطِناً
- مَحَلَّكَ ما حَلَّ قَلْباً ضَمِيرُ
- ولا برحَ المُلْكُ يا فَخْرَهُ
- وَمَجْدُكَ قُطْبٌ عَلَيْهِ يَدُورُ
- وأعطِيتَ في شَرَفِ الدولة ِ الـ
- ـبَقاءَ الذي تتمنّى الدُّهورُ
- ولا زالَ حمدِيَ وقْفاً عليكَ
- إليكَ رواحِي بهِ والبُكُورُ
- ثناءٌ كما هبَ غِبَّ الحَيا
- بِنَشْرِ الرِّياضِ نَسِيمٌ عَطِيرُ
- مُقيمٌ لديكَ ولكنَّهُ
- بِمَدْحِكَ فِي كُلِّ فَجٍّ يَسِيرُ
المزيد...
العصور الأدبيه