الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> ألا هكذا فليُحْرِزِ الحمدَ والأجْرا >>
قصائدابن الخياط
ألا هكذا فليُحْرِزِ الحمدَ والأجْرا
ابن الخياط
- ألا هكذا فليُحْرِزِ الحمدَ والأجْرا
- ويَحْوِ جَمِيلَ الذِّكْرِ مَنْ طلَبَ الذِّكْرا
- لقدْ كَرَّمَ اللهُ ابْنَ دهْرٍ تسُودُهُ
- وشرَّفَ يا تاجَ المُلوكِ بِكَ الدَّهْرا
- ومنَّ على هذا الزمانِ وأهلِهِ
- بأرْوَعَ لا يعصِي الزمانُ لهُ أمرا
- حُسامِ أميرِ المُؤمِنينَ ومَنْ تكُنْ
- حُساماً لهُ فليقْتُلِ الخوفَ والفَقْرا
- هَزَزْناكَ لدْناً وانتضيْناكَ صارِماً
- فطُلْتَ القَنا صُمّاً وغُلْتَ الظُّبى بُتْرا
- حُساماً ترى في صفحهِ الصَّفْحَ والنَّدى
- وفِي حدِّهِ الجَدَّ المُظفَّرَ والنَّصْرا
- وفي قُرْبهِ الزُّلْفى وفي نيلِهِ العُلى
- وَفِي حِكْمهِ البُقيا وفي ظِلِّهِ اليُسرا
- فتًى لا يَرى إلاّ المَحامِدَ مَغْنماً
- ولا يَقْتَنِي إلاّ الثَّناءَ لهُ ذُخرا
- ومُقْرَبة ً جُرداً وزُغفاً سَوابِغاً
- وهِنْدِيَّة ً بِيضاً وخَطِّيَّة ً سُمْرا
- إذا صالَ بأساً قطَّعَ البِيضَ والقَنا
- وإنْ فاضَ جُوداً بَخَّلَ الديمَ الغُزْرا
- لعمْرِي لئِنْ أعدَتْ أناملكَ الحَيا
- سَماحاً لقدْ أعْدَتْ شَمائِلُكَ الخَمْرا
- وكائِنْ منحتَ الراحَ من خُلْقِكَ الصفا
- وأكسَبْتَها مِنْ نَشْرِك الطَّيِّب النَّشرا
- وأودعْتَها منْ حدِّ بأسِكَ سورَة ً
- وعلَّمْتَها منْ أريحيَّتِكَ السُّكْرا
- كأنَّ الثُّرَيّا تلْثِمُ البدْرِ كُلَّما
- تمطَّقْتَها في الكأْسِ عانِسَة ً بكْرا
- أبا الأنجمِ الزُّهْرِ الأولى لو تحلَّتِ السـ
- ـماءُ بِهِمْ لَمْ تَحْفِلِ الأنْجُمَ الزُّهْرا
- إذا واحِدٌ مِنْهُم جَلَتْهُ مَخِيلَة ٌ
- تبينْتَ في أعطافِهِ العسْكَرَ المَجْرا
- وكمْ ليثٍ غابٍ كانَ شبلاً مُرَيَّناً
- وعادِيِّ نبعِ قدٍ غدا غُصناً نضْرا
- رَجَوْتُكَ بَحْراً يُخْجِلُ البَحرَ نائِلاً
- وزُرْتُكَ بدراً جلَّ أن يُشْبِهَ البدْرا
- وقد خطَبَ الأملاكُ مدْحِي فصُنْتُهُ
- لأكْرَمِهِمْ نَجْراً وأشرَفِهمْ قدْراً
- وما كانَ لِي أنْ لا أزُفَّ عَرائِسي
- إلَيْكَ وقدْ أغْلَيْتَها دُوَنَهُمْ مَهْرا
- جعلْتُ لها منْ مدحكَ الفاخِرِ الحُلى
- وَمِنْ جُودِكَ النُّعْمى ومِنْ ظِلِّكَ الخِدْرا
- وإنْ طالَ عُمْرٌ لَمْ تُقَصِّرْ غَرائِبٌ
- يَعُزُّ الليالِي أنْ تُطاوِلَها عُمْرا
- بدائِعُ إنْ بغدادُ هامَتْ بِحُبِّها
- فقدْ تيَّمَتْ منْ قبلِها وشَجَتْ مصْرا
- وواللهِ لا أغببْتُ شُكراً وسمتُهُ
- بِمَدْحِكَ ذا ما استَوْجَبَ المُحْسِنُ الشُّكْرا
- ليلبَسَ جيدُ المجدِ منْ حلْيِ منطِقِي
- قلائدَ دُرٍّ تزدَرِي عندَهُ الدُّرّا
- إذا قُلْتُ فِي تاجِ المُلوكِ قَصِيدَة ً
- مِنَ الشِّعْرِ قالوا قدْ مَدَحْتَ بهِ الشِّعْرا
المزيد...
العصور الأدبيه