الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أسامة بن منقذ >> يا راكباً تقطعُ البيداءَ هّمتُه >>
قصائدأسامة بن منقذ
يا راكباً تقطعُ البيداءَ هّمتُه
أسامة بن منقذ
- يا راكباً تقطعُ البيداءَ هّمتُه
- والعيس تعجز عما تدرك الهمم
- بلغ أميري معين الدين مألكة ً
- من نازح الدرا لكن وده أمم
- وقل له: أنت خيرُ التّركِ فضَّلكَ الحيـ
- ـحياء والدين والإقدام والكرم
- وأنت أعدلُ من يُشكَى إليه، ولِي
- شَكِيَّة ٌ، أنت فيها الخَصمُ والحكمُ
- هل في القضية يا من فضل دولته
- وعدلُ سِيرتِه بين الورَى عَلَمُ
- تَضييعُ واجبِ حقِّي بعد ما شَهدت
- به النصيحة والإخلاص والخدم
- وما ظننتُكَ تَنسى حقَّ معرفَتِي
- إن المعارف في أهل النهى ذمم
- ولا اعتقدت الذي بيني وبينك من
- ود وإن أجلب الأعداء ينصرم
- لكن ثِقاتُك ما زالوا بِغِشِّهمْ
- حتى استوت عندك الأنوار والظلم
- باعُوكَ بالبَخسِ، يبغُون الغِنَى ، ولهمُ
- لو أنهم عَدِمُوك، الويلُ، والعدَمُ
- واللّهِ ما نَصَحُوا، لما استَشرتَهُمُ
- وكلهم ذو هوى ً في الرأي متهم
- كم حرَّفُوا من مقالٍ في سِفَارتَهم
- وكم سَعَوْا بفسادٍ، ضَلَّ سعيُهمُ
- أين الحمية والنفس الأبية إذ
- ساموك خطة ً خسف عارها يصم
- هلاً أنفت حياءً أو محافظة ً
- مِن فعلِ ما أنكرتْه العُرْبُ والعَجَمُ
- أسلمتنا وسيوف الهند مغمدة
- ولم يُروِّ سنانَ السمهوريِّ دَمُ
- وكنتُ أحسَبَ مَن والاَك في حَرمٍ
- لا يَعترِيه به شيبٌ ولا هَرَمُ
- وأنَّ جارَك جارٌ للسموءَل، لا
- يَخَشى الأَعادِي، ولا تَغتالُه النِّقَمُ
- وما طمان بأولى من أسامة بالـ
- فَاءِ، لكن جرى بالكائِن القَلمُ
- هَبنا جَنَيْنا ذُنوباً، لا يكفِّرُها
- عذر فماذا جنى الأطفال والحرم
- ألقيتَهُم في يدَ الإفرنجِ مُتَّبِعاً
- رضا عدى ً يسخط الرحمن فعلهم
- هم الأعادي وقاك الله شرهم
- وهُم بِزعْمهمُ الأعوانُ والخَدمُ
- إذا نهضت إلى مجد تؤثله
- تقاعدوا فإذا شيدته هدموا
- وإن عَرَتْكَ من الأيامِ نائبة ٌ
- فكلُّهمْ للَّذي يُبكِيكَ مُبْتَسِمُ
- حتَّى إذا ما انجلَت عنهم غَيابَتُها
- بحد عزمك وهو الصارم الخذم
- رشَفْتَ آجنَ عيشٍ، كلُّه كَدَرٌ
- ووِردُهم من نَداك السلسلُ الشَّبِمُ
- وإن أتاهُم بقولٍ عنك مُختَلَقٍ
- واشٍ، فذاكَ الذي يُحْبَى ، ويُحتَرمُ
- وكلُّ من ملْتَ عنه قرَّبُوه، ومَن
- والاك فهو الذي يقص ويهتضم
- بغياً، وكفراً لما أوليتَ من مِنَنٍ
- ومرتع البغي لولا جهلهم وخم
- جرِّبْهمُ مِثلَ تجريبِي، لتَخبرُهُم
- فللرجال إذا ما جربوا قيم
- هل فيهم رجل يغني غناي إذا
- جَلاَ الحوادثَ حدُّ السّيفِ والقَلَمُ
- أم فيهمُ مَن له في الخطبِ ضَاقَ به
- ذرع الرجال يد يسطو بها وفم
- لكن رأيك أدناهم وأبعدني
- فليت أنا بقدر الحب نقتسم
- وما سخطت بعادي إذ رضيت به
- وما لِجُرحٍ إذا أرضاكُم أَلَمُ
- ولست آسى على الترحال عن بلد
- شهب البزاة سواء فيه والرخم
- تعلَّقَتْ بحبالِ الشمس منه يَدِي
- ثم انثنت وهي صفر ملؤها ندم
- لكْن فراقُك آسانِي، وآسَفَنِي
- ففي الجوانحِ نارٌ منه تَضطرمُ
- فاسلم فما عشت لي فالدهر طوع يدي
- وكلُّ ما نالنِي من بؤسه نِعَمُ
المزيد...
العصور الأدبيه