الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أسامة بن منقذ >> وابتزني رأي عز الدين مستلباً >>
قصائدأسامة بن منقذ
وابتزني رأي عز الدين مستلباً
أسامة بن منقذ
- وابتزني رأي عز الدين مستلباً
- من بعدما عَّمنِي إحسانُه وضَفَا
- أضَافَنِي عتبهُ هما شَجيتُ به
- أبان عن ناظري طيب الكرى ونفى
- أتته عني أحاديث مزخرفة
- ما إنْ بِها عنهُ، وهو الألمعي، خَفَا
- لكنها وافقت من قلبه مللاً
- لم يستبن صحة الدعوى ولا كشفا
- وما الرِّضَا ببعيدٍ من خَلائِقهِ
- وهي السلافة راقت رقة وصفا
- يا من حوى قصبات السبق أجمعها
- فما يرى اثنان في تفضيله اختلفا
- أنفقت مذهب عمري في رضاك وما
- رأيت منفق عمر واجداً خلفا
- لكَّننِي اعتضْتُ منه حُسنَ رأيِكَ لي
- فنلت منه العلا والعز والشرفا
- حتى إذا أنا ماثلت النجوم علاً
- وقلتُ: قَد نِلتُ من أيامَي الزُّلَفَا
- أريتني بعد بشر هجرة ً وقلى ً
- وبَعد بِرٍّ ولطفٍ، قَسوة ً وجَفَا
- فَعُدتُ صِفَر يدٍ ممَّا ظفرت به
- كأنَّ ما نِلتُه من كَفِّي اختُطِفَا
- هْبني أتيتُ بِجَهل ما قُذِفتُ به
- فأين حلمُك والفضلُ الَّذي عُرفَا
- ولاَ، ومَن يعلَم الأسرارَ حِلْفَة َ من
- يَبرُّ فيما أتَى ، إن قَال، أو حَلَفَا
- ما حدثتني نفسي عند خلوتها
- بما تعنفني فيه إذا انكشفا
- لكنَّها شِقوة ٌ حَانَتْ، وأقضية ٌ
- حبتني الهم مذ عامين والأسفا
- تداولَتْنِي أمورٌ غيرُ واحدة ٍ
- لو حمل الطود أدنى ثقلها نسفا
- وأقصدتني سهام الحاسدي على
- فَوزِي بقُربِك حتى قَرطَسُوا الهَدَفا
- وبعد ما نالني إن جدت لي برضاً
- فقد غفرت لدَهرِي كلَّ مَا سلَفَا
- وذاك ظَنّي، فإن يَصدُقَ فأنت لما
- رجوتُ أهلُ، وإن يُخفِق فوا أَسفَا
- حاشاك تغدو ظنوني فيك مخفقة ً
- أو يَنثِني أمَلِي باليأسِ مُنْصرِفاً
- وجنتي من زماني حسن رأيك بي
- أكرم بها جنة ً لا البيض والزغفا
- ألفتُ منكَ حُنواً منذ كنتُ، وقَد
- فقدته وشديد فقد ما ألفا
- وغيرُ مُستنكَرٍ منكَ الحُنُوُّ علَى
- مثلي ولو زاغ يوماً ضلة ً وهفا
- فعد لأحسن ما عودت من حسن
- يا من إذا جاد وفى أو أذم وفى
- واسلَمْ لنا ثالِثاً للَّنيِّرينِ عُلاً
- وزِدْ إذا نَقصَا، واشرُفْ إذا كُسِفَا
- أيَّامُنا بك أعيادٌ بأجمعِهَا
- فدُم لنا ما دَجَا ليلٌ، وما عَكَفَا
المزيد...
العصور الأدبيه