الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أسامة بن منقذ >> ما هاج هذا الشوق غير الذكر >>
قصائدأسامة بن منقذ
ما هاج هذا الشوق غير الذكر
أسامة بن منقذ
- ما هاج هذا الشوق غير الذكر
- وزورة ُ الطيِف سَرَى من مصْرِ
- من بعد طول جفوة وهجر
- كم خاض بحرا وفَلاً كبحرِ
- يَجوبُه الليلَ حليفَ ذُعر
- حتى أتى طلائحاً في قفر
- قد انطوين من سرى وضمر
- حتى اغتدين كهلالِ الشهر
- يَحملن كلَّ ماجدٍ كالصَّقْرِ
- كأنَّه مُهنَّدٌ ذُو أَثِر
- بعيد مهوى همة وذكر
- للمجد يسعى لا لكسب الوفر
- فأمّ رَحلى ، دُونَ رحل السَّفْر
- يُذكِرُني طيبَ الزَّمان النَّضرِ
- واهاً له من زمن وعمر
- ما كان إلا غرة ً في الدهر
- إذ الصبا عند التصابي عذري
- وغاية المنية أم عمرو
- غراء أبهى من ليالي البدر
- بعيدة ُ القُرط، هضيم الخَصِر
- أحسنُ من شَمسٍ بِغِبِّ قَطرِ
- تَفعلُ بالألباب فعلَ الخَمر
- تبسمُ عن مثلِ نظيم الدُّرِّ
- كأنَّه لآلىء ٌ في نَحْر
- إذا انثنت قبل نموم الفجر
- تَنَفَّست عن مثل رَيَّا الزَّهر
- كأن فاها جونة لعطر
- وإن مشَت مثقلة ً بِالبُهر
- مشي النسيم بمياه الغدر
- رأيت سحراً أو شبيه سحر
- راكد ليل تحت شمس تسري
- ضدان فيها اتفقا لأمر
- يا لائمي إن الملام يغري
- هَيَّجتَ أشواقِي، ولستَ تَدرِي
- لا بكَ ما بي: من جَوًى وفكرِ
- إذا أراحَ الليُل همَّ صدرِي
- أبيت أرعى كل نجم يسري
- كأنّما حَشِيَّتِى من جَمْرِ
- كيف العزاء وصروف الدهر
- تقرِفُ قرِحي، وتَهيضُ كَسِري
- كأنَّها تطلُبُني بِوَترِ
- والصَّبرُ، لو خبرتَه، كالصَّبر
المزيد...
العصور الأدبيه