قصائدأسامة بن منقذ



دع ذا وقل لبني الآمال قد وضحت
أسامة بن منقذ



  • دع ذا وقل لبني الآمال قد وضحت

  • لكم سبيل الأماني وانجلى الأسف

  • وأينعت دوحة للجود دانية الـ

  • ـقطوف يجني الغنى منها ويقتطف

  • أُمُّوا بآمالِكم مِصراً، فإنَّ بها

  • سحَابة ً من نَداها السُّحبُ تَغْترفُ

  • أجرى بها الله نيلاً زائداً أبداً

  • فليس يَنقُص في وقتٍ، ولا يَقفُ

  • مِياهُه من نُضارٍ جامدٍ، وعلى

  • أرجائِهِ، للأمَانِي، روضة ٌ أنُفُ

  • عَلَت بها راية ٌ للعدِل، قاصِدها

  • يقتَصّ من دهرِه الجاني، وينتصفُ

  • سعى بها أروع في الروع ذو ورع

  • في السَّلِم، حتّى تجلَّى الجَورُ والجنَفُ

  • وجادَ بالمالِ، حتَّى لم يدَع أملاً

  • ما الجود والفضل إلا البذل والسرف

  • الملكُ الصالحُ الهادي الذي كشَف الـ

  • ـغَمَّاء إنَّ الدُّجَى بالصبحِ مُنكشِفُ

  • من فيه عن زخرف الدنيا وزينتها

  • مذ راودته على عليائه ظلف

  • جوابُه نَعمٌ، في إثرها نِعَمٌ

  • ولا تُلائمُ فاهُ اللامُ والأَلِفُ

  • يُغنى العُفاة َ، ويلقاهُم بمعذِرَة ٍ

  • كأنما عاتبوه وهو مقترف

  • ما يبلغ الشكر ما يوليه من منن

  • إنعامُه فوقَ ما نُثْنِي وما نَصِفُ

  • لكن مواهبه في الخلق شاهدة

  • بِشكرِ إنعامه، والشكرُ يختلفُ

  • كالرَّوضِ إن لم يُطِق شكَر السحابِ إذا

  • همى فنضرته بالفضل تعترف

  • يا كافِيَ الخلقِ بالنُّعمَى ، وكافِلَهم

  • حتَّى لقد أمِنُوا في عدلِه وكُفُوا

  • رأيت مجدك يعلي قدر واصفه

  • فكيف لا يتعالى قدر من تصف

  • قلدتني أنجم الجوزاء قد نظمت

  • عِقداً، فحَقَّ لمِثلِي الفخرُ والشَّرفُ

  • أعلت محلي فقد أصبحت من شرف

  • بها على المشترِي أسمُو، وأشْتَرِفُ

  • حلا بسمعي وحلاه فمنه به الـ

  • ـبُشرى ، بإدراكِ ما يرجُوه والشَّنَفُ

  • جعلت نظمي له ضنا بفاخره

  • وقاية ً ووقاء الجوهر الصدف

  • لأَصْرِفَ العينَ عنه، إنها أبداً

  • عن الكمال برؤيا النقص تنصرف

  • يا كاشفَ الغُمَّة ِ، اسمع دعوة ً كملت

  • شكراً، تظلُّ له الأسماعُ ترتَشِفُ

  • من نازح الدار بالإخلاص مقترب

  • حُرٍّ، برِقِّك دونَ الخلقِ يَعترفُ

  • إذا رأى بعده عن باب مالكه

  • يكاد يقضي عليه الهم والأسف

  • لو حَاولَ الخلقُ جمعاً حملَ مالَكَ مِن

  • من عليه وأدنى شكره ضعفوا

  • كم فَاجأتني مِن نُعماك عارفة ٌ

  • سبيلُها عن سبيلِ الوعدِ مُنحرفُ

  • بها عَنِ الوعْدِ كبرٌ، كلُّه كرمٌ

  • وعن تَقاضيه تِيه، كلُّه أنَفُ

  • وجمع شملي بمن لي في ذراك وإن

  • أضحى لهم من نداك البر واللطف

  • مجدد لي ما أوليت من نعم

  • ما زال لي تالد منها ومطرف

  • فابرد بهم حر قلب ليس يبرده

  • سواهُم، وحشاً من ذكرهم يجِفُ

  • وارحم ضعافاً وأطفالاً إذا ذكروا

  • بُعدى عَصَتهم، ففاضتْ أدمعُ ذُرُفُ

  • لهَم نَشِيجٌ وإعوالٌ إذا نَظروا

  • من حَالهم غيرَ ما اعتادوا وما الفُوا

  • فنظرة منك تحييهم وتجعلهم

  • محمولة ً عنهم الأثقال والكلف

  • وليس لي شافع إلا مكارمك الـ

  • ـلاَّتي إذا استُعطِفَت للفضلِ تَنعطِفُ

  • واسلَم، لتحيا بك الدنيا وساكِنُها

  • ما اغبِرَّت البيدُ، أو مااخضّرت النُّطَفُ

  • والق الأعادي بجد لا يخونك إن

  • خانت غداة َ اللقاءِ البيض والزَّغفُ

  • علومك البحر غمراً ليس تنتزف

  • أسماعُنا لمعانِي دُرّها صَدَفُ

  • فان يُجِد فَلْتَة ً في الدهرِ ذُو أدَبٍ

  • تجِده من بَحرِكَ الزَّخَّارِ يَغترفُ

  • تجيل فكرك في روض العقول فلا

  • تزال تختار ما تجني وتقتطف

  • بعثْتَ منها هَدِيّاً في الورَى ، جُلِيتْ

  • فالحُسنُ وقفٌ عليها ليس ينصرفُ

  • عَذراءَ، تُثبتُ فضلَ الواصِفينَ لها

  • فَقد أفادَتْ جَمالاً كلَّ مَن يَصِفُ

  • بَعثْتَها دِيَماً تُروى بها عَطَش الصَّـ

  • ـادِي، ومسكَنُها في سيرها الصُّحفْ

  • تَرَوى القلوبُ بها بعد العُيونِ، فَلا

  • قلبٌ، ولا عينَ إلاَّ وهو يَرتشفُ

  • ألْهَتْ عن الحسنِ والإحسانِ أجمعه

  • إذ استَبان بها عن غيرِها أَنَفُ

  • حسناء تبرز في عرنينها شمم

  • من الجمال وفي أجفانها وطف

  • كأن أسماعنا لما أصخن لها

  • عجبا أتيح لها من حليها شنف

  • بدت لنا كمصابيح الظلام وفي

  • رأيِ العيونِ أتتنا الروضة ُ الأُنُفُ

  • قد برهَنَت بالمعانِي عن فؤاد شَجٍ

  • قد هاضه الأثقلان: الهم والأسف

  • إن يبتسم غلطة ً في الدهر عاتبه

  • قلبٌ مدامِعُه في صدرِه تَكِفُ

  • ورب صعب بدا من بعد شدته

  • لأضعفِ النّاسِ حَولا، وهو مُنْعطِفُ

  • وكم مصابِ جنته فرقة ٌ، فغدَا

  • سحابه بنسمِ القُربِ ينكشِفُ

  • وكربة نزعت عنها ملابسها

  • والقَلبُ منها بثوبِ الهِمِّ مُلتحِفُ

  • وحين تشرف أنوار الشموس فما

  • يَضرُّ ماضِي لَيالٍ عمَّها السَّدَفُ

  • أحوال ضرك مجد الدين واضحة

  • قد كانَ للدّهرِ في توكيدهَا سَرفُ

  • برْقُ اليقينِ بدا منَّا إليكَ فما

  • يغر خلبه بل سحبه تكف

  • لا نُخلِفُ الوعدَ منَّا بالنَّجاحِ لِمنَ

  • لنا بآمالِه في القَصْدِ يَختلِفُ

  • يقولُ حاسِدُنا، والحقُّ أنطَقَه

  • إذ شمسُه، لا كمثل الشمس تنكسفُ:

  • أولاد رزيك لا فخر كفخرهم

  • حازُوا المفاخر في الدُّنيا وهم نُطفُ

  • وكم أراد الورى إحصاء فضلهم

  • في المكرمات فما اسطاعوا ولا عرفوا

  • لكنَّهم أخذُوا ما تَستقلُّ به

  • أفهامهم وإلى حيث انتهوا وقفوا

  • نُدنِي الغِنَى من يدَى ْ ربِّ المُنى ، فلَنا

  • به المطي إلى أوطانهم تجف

  • في غيرنا تخجل الآمال إن قصدت

  • وما يَخيبُ رجاءٌ عندَنا يَقِفُ

  • وقد قضَى اللّهُ بي تأليفَ شملِكمُ

  • وكانَ ظنُّكُم أنْ ليس يأتَلِفُ

  • وقد أساء لكم دهر مضى فإذا

  • شئتُم من الدَّهرِ فاقتَضُّوا، أو انتصفُوا

  • واقضوا ديون الهوى عن مدة سلفت

  • تَشاكياً، وعلى المستأنَف اسْتَلِفُوا

  • وقد بدأْنَا، وتمَّمنا، فهل أَملٌ

  • يدعو وهل مدمع قد عاد ينذرف

  • نحن الزلال دفعنا غصة ً عرضت

  • لكُم، فلما عَرضْنَا لم تكن تَقِفُ

  • وعندنا أهلُكُم، كانوا لعيشِهمُ

  • كأنهم عنك ما غابوا ولا انصرفوا

  • كم جهد ذي الهم أن يبقى تجلده

  • عليه والهم في استمراره التلف

  • لاتأسفن على فقدان غيرهم

  • فَفي الملاَوم قد جُرَّت له عُطَفُ

  • قوم إذا ارتفعوا قدراً هووا همماً

  • فالمكرُماتُ لَعَمْري بينهم طُرَفُ

  • ولا تَقُل إن تذكرتَ البِلادَ أسًى

  • بأنَّ قلبكَ بالأشواقِ يُختَطَفُ

  • وإن دولتنا كنت الوحيد بها

  • فضلاً، فكيف يُرَى منكم بها خَلَفُ

  • عليكم بدع الآداب قد وقفت

  • فما لها عنكم في الدهر منحرف

  • مَن ناشِدٌ عهدَ ذاكَ الإجتماعِ لَنا

  • فقد أضَاعته منكُم نِيّة ٌ قُذُفُ

  • هنيت أهلك مجد الدين فانتجع الـ

  • فراحَ، وانظر، فإنْ الخير مؤتَنَفُ



أعمال أخرى أسامة بن منقذ



المزيد...

العصور الأدبيه



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط