الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أسامة بن منقذ >> أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أَجفانه >>
قصائدأسامة بن منقذ
أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أَجفانه
أسامة بن منقذ
- أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أَجفانه
- سحت فباحت بالهوى أشجانه
- نَمّت على حَسَراتِه زفَراُته
- وكذا ينم على الضرام دخانه
- وأخُو الهَوى مثلُ الكتابِ: دليلُ ذا
- ك عيانه ودليل ذا عنوانه
- تحكي البروق فؤاده فضرامها
- أشواقُه، وخُفوقُها خَفقَانُه
- ضمن الهوى ألا يزال أخا ضنى ً
- وضمانة فوفى بذاك ضمانه
- يا مُدَّعِي السُّلوانِ عن أَحبابِه
- أينَ السُّلُّو، وأينَ منكَ أوانُه
- شطت ديارك عنهم وهفا بك الشـ
- ـوق المبرح والتظت نيرانه
- وأبان بيهم هواك فما عسى
- بك فاعل هذا الهوى وبيانه
- كاتمت واشيك الهوى قبل النوى
- فبدا له من بعدها كتمانه
- وعصاك دمعك عند خطرة ذكرهم
- وبِقَدرِ طَاعَتِك الهَوَى عِصيانُه
- فإذا تَبادَر من جُفونِك خِلْتَه
- عِقداً وَهَي مَرجانُه وجُمَانُه
- لو أيقَن الحَنقُ الحسودُ عليهِمُ
- حظي لحالت رحمة ً أضغانه
- بينَ المُحبِّ وبينَهُم من هَجرِهم
- بين طويل برحه وزمانه
- أبْدَوا لَه مَلَلَ القَريب، مع النَّوى
- وتَنَاسِي النَّائِي، وهُم جِيرانُه
- وتخلق الطيف الطروق بخلقهم
- فإذا ألم يروعني هجرانه
- وَهُم الصِّبا: أيامُه محبوبَة ٌ
- وإن اعتدَى في غَيِّه شَيطانُه
- وجمالهم كفارة لملالهم
- والهجر ذنب يرتجى غفرانه
- لو يعلمون مكانهم ما أضرموا
- قلبي بهجرهم وهم سكانه
- ولجَهِلهْم طَرفوا بُطول صدُودِهم
- وملالهم طرفي وهم إنسانه
المزيد...
العصور الأدبيه