الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> يزيدُ ! ماذا دهاكَا >>
قصائدأبو نواس
يزيدُ ! ماذا دهاكَا
أبو نواس
- يزيدُ ! ماذا دهاكَا
- جُنِنْتَ؟ أم ما اعتراكا؟
- مُلْكٌ زَها بكَ بعدي
- أمْ صاحِبٌ أغْواكَا؟
- أمْ غَفْلَة ٌ حدثَتْ فيـ
- ــكَ ، أم هَوًى أضْناكَا ؟
- أم مِرَّة ٌ وافقتْ وقْـ
- ـتها؟ فهذا لِذاكَا
- إمّا بَلاك لقد أجْـ
- ـــهدَ الإلهُ بلاكَا
- أقبلْ عليّ ، فقُل لي
- لا أبصَرَتْ عيناكَا
- أآذَنٌ أنتَ في قطْـ
- ــعِ كلّ من صافاكَا ؟
- بل ما أظنّ المعَنّى
- إلاّ امْرأً آخاكا
- وإنْ يقَدِّرْ إلهُ الـ
- ـعِبادِ أنْ لا أراكا
- وطَوْلِ ربٍّ على الهجْـ
- ـرِ والْجَفَا قَوّاكا
- لو أنّ كفّيْ عِنَانٍ
- رطوبَة ً كفّاكَا
- و وجْنتَيْ تمتامٍ
- تحكيهما وجْنتاكَا
- و مقلتَيْ رحْمَة ً في
- زِنَاهُمَا مقْلَتاكا
- وكنتَ في الحسْنِ فرْداً
- لمّا احتملتُ جفاكَا
- لا تهْوَيَنّ يزيداً،
- بعد الذي قد أراكَا
- وقد نهيتُ فؤادي ،
- في خلوة ٍ فتباكَا
- فقلتُ : لا غَرّني منـ
- ـك يا فؤادي بُكاكَا
- فكنْ له قطّاعاً ؛
- وكُنْ لَه ترّاكَا
- وإنْ همَمْتَ بشيْءٍ ،
- من ودُّهِ ، فنهاكَا
- فالسّوْطَ ما اسْتَمْسَكَتْهُ
- يمينُكَ اسْتِمْساكا
- واللهِ . واللهِ ربّي
- أقولُهنّ دِراكَا
- لأقْمِطنّكَ في عَصْـ
- ـبة ٍ بفضل رِدَاكَا
- حتى إذا ماجَدَلْنَا
- كَ جانباً جئْنَاكَا
- من آخِذٍ لكَ نعْلاً ،
- وآخِذٍ مِسْواكَا
- وذا عِنانٍ ، وهذا
- سوْطاً، وذاك مَداكا
- حتى إذا ما سَلخْنا
- سلْخَ النّشوطِ قَفاكَا
- قد أتى ، بعدُ ، قوْمٌ
- يقطّعُونَ الشّبَاكا
- حتى تقول لإنْكا
- رِ ما به أغْشَاكَا
- يا أرحَمَ الناسِ لي ، كَا
- نَ مرّة ً، ما دهاكا؟
- وقد أمرْتَ من الجـ
- نِّ حَوْقَلاً وضِناكَا
- أنْ يصْفِناكَ على أرْ
- بَعٍ ، وأنْ يُبْرِكَاكَا
- حتى إذا لم تُطِقْ منْ
- وقْعَ الصّفيرِ حَرَاكَا
- اسْتَعْتَبَاكَ، فإنْ عُدْ
- تَ بعدها صَلباكَا
المزيد...
العصور الأدبيه