الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ >>
قصائدأبو نواس
وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ
أبو نواس
- انْسَ رَسْمَ الدّيارِ ثمّ الطُّلولا،
- واهجُرِ الرَّبعَ دارِساً ومَحيلا
- هل رأيتَ الدّيارَ رَدّتْ جواباً ،
- وأجابتْ لذي سُؤالٍ سُؤولا
- وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ،
- يَطرُدُ الْهَمّ طَعمُها، والغَليلا
- هيَ إذْ ما تَغَلْغَلَتْ في عرُوقي ،
- عَجّلَ الهَمُّ عَن فؤادي الرّحيلا
- ونَديمٍ مُساعدٍ، غَيرِ نِكْسٍ،
- حَيثما ملْتَ مالَ مَعْكَ مميلا
- رَنّحَتْهُ الكُؤوسُ بالصّرْفِ حتى
- خَرّ منها على الْجَبينِ تَليلا
- قلتُ لمّا بَدَتْ تَباشيرُ صُبْحٍ ،
- هتكَتْ في دُجى الظّلامِ الذّيولا
- فشَكا شدّة َ الخُمارِ علَيْهِ ،
- وتَلَكّا لأخْذِ كأسٍ قليلا :
- فمْ بنَفسي أقيكَ مِنْ كلّ سوءِ ،
- فاصْطَبِخْها مُدامَة ً، مَشمُولا
- قلتُ : خُذها لكيْ يزُولَ التّشَكّي
- فبِها يُصبِحُ الخُمارُ قَتيلا
- فاسْتَوَى قاعِداً، وأبْرَزَ كَفّاً
- لم تَزَلْ راحُها لراحٍ حَمُولا
- وتَغَنّى على المدامِ ثلاثاً :
- أزجرِ العينِ أن تبكّي الطّولا ...
المزيد...
العصور الأدبيه