الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ، >>
قصائدأبو نواس
ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ،
أبو نواس
- ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ،
- له سِمَة ٌ يحكي بها سمة َ البَدرِ
- إذا ما مشَى يهْتَزّ من دونِ نَحْرِهِ
- وأعْطافِهِ منْهُ إلى منْتَهى الخصرِ
- وليستْ خُطاهُ حينَ يُزْهَى برِدفهِ ،
- إذا ما مشَى في الأرضِ ، أكثَر من فِترِ
- دعوتُ لهُ باللّيْلِ صاحبَ حانة ٍ
- بمُنْتقَصِ الأطرافِ ، مُنخسِفِ الظهرِ
- فجاءَ به في اللّيلِ سَحْباً ، كأنّما
- يجُرّ قتيلاً، أو نَشيراً من القَبرِ
- فقرَبَ من نحو الأباريقِ خَدّهُ ،
- وقَهْقَهَ مسرُوراً من القَرْقَفِ الخمرِ
- فصَبّ فأبْدتْ ، ثمّ شُجّتْ، فكُتّبَتْ
- ثمانٍ من الوَاوَاتِ يضْحَكْتنُ في سطرِ
- فقُلْتُ لها : يا خَمْرُ كمْ لك حجَة ً ؟
- فقالتْ: سكنْتُ الدنّ ردْحاً من الدهرِ
- فقلتُ لها: كسرى حواكِ ؛ فعبّسَتْ
- وقالتْ : لقد قصّرْتَ في قلّة ِ الصّبرِ
- سمعتُ بذي القرْنَينِ قبل خُروجِهِ،
- وأدركتُ موسَى قبل صاحبهِ الخِضرِ
- ولو أنّني خُلّدْتُ فيه سكَنْتُهُ
- إلى أن يُنادي هاتفُ اللهِ بالحشْرِ
- فبتْنَا عَلى خيرِ العُقارِ عوابساً،
- وإبلِيسُ يحْدُونَا بألْوِية ِ السكْرِ
المزيد...
العصور الأدبيه