الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> ومَقْرُورٍ مَزَجْتُ له شَمولاً >>
قصائدأبو نواس
ومَقْرُورٍ مَزَجْتُ له شَمولاً
أبو نواس
- ومَقْرُورٍ مَزَجْتُ له شَمولاً
- بماءٍ والدُّجَى صعْبُ الجِنابِ
- فلمّا أن رفعتُ يدي، فلاحتْ
- بوارِقُ نورها بعد اضْطّرابِ
- تَزاحفَ، ثُمّ مدَّ يديهِ يرجو
- وِقاءً، حِين جارَتْ بالتِهابِ
- فأبْصَرَ في أنامِلِهِ احْمرَاراً،
- و ليسَ له لظَى حرّ الشّهابِ
- فقلتُ له: رويدك إنّ هذا
- سنا الصّهباءِ من تحت النّقابِ
- فسِلْسِلْها، فسوفَ ترى سروراً،
- فإنّ اللّيْلَ مستورُ الْجَنابِ
- فرَدَّدَ طرفهُ كيما يراها،
- فكَلَّ الطّرْفَ من دونِ الحِجابِ
- و مختَلشسِ القلوبِ بطَرْفِ ريمِ،
- و جيدَ مهاة ِ بُرٍّ ذي هضابِ
- إذا امتُحِنَتْ محاسِنهُ، فأبدَتْ
- غرائِبَ حُسْنِهِ من كلّ بابِ
- تقاصرتِ العيونُ له، وأغفتْ
- عن اللّحَظاتِ خاضعة َ الرّقابِ
- له لقبٌ يليقُ بناطقيهِ
- بديعٌ، ليس يُعجَمُ في الكتابِ
- يقالُ له : المعلّلُ، وهو عندي
- كما قالوا، وذاك من الصّوابِ
- يعلّلنا بصافية ٍ ووجهٍ،
- كبدرٍ لاخ من خلل السحابِ
المزيد...
العصور الأدبيه