الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> ولا تأخُذْ عن الأعْرابِ لهْواً، >>
قصائدأبو نواس
ولا تأخُذْ عن الأعْرابِ لهْواً،
أبو نواس
- ولا تأخُذْ عن الأعْرابِ لهْواً،
- و تُبلي عَهدَ جِدّتِها الخطوبُ
- وخَلّ لِراكِبِ الوَجْناءِ أرْضاً
- تَخُبُّ بها النَّجيبة ُ والنّجيبُ
- بلادٌ نَبْتُها عُشَرٌ وطَلْحٌ،
- وأكثرُ صيْدِها ضَبُعٌ وذيبُ
- و لا تأخُذْ عن الأعرابِ لهْواً،
- ولا عيْشاً فعيشُهُمُ جَديبُ
- دَعِ الألبانَ يشْرَبُها رِجالٌ،
- رقيقُ العيشِ بينهُم غريبُ
- إذا رابَ الْحَلِيبُ فبُلْ عليهِ،
- و لا تُحرَجْ فما في ذاك حُوبُ
- فأطْيَبُ منْه صَافِية ٌ شَمُولٌ،
- يطوفُ بكأسها ساقٍ أديبُ
- يسْعى بها ، مثل قرنِ الشَّمس، ذو كفلٍ
- يشْفي الضَّجيعَ بذي ظَلْمِ وتَشْنيبِ
- أقامَتْ حِقْبَة ً في قَعْرِ دَنٍّ،
- تفورُ، وما يُحَسُّ لها لهيبُ
- كأنّ هديرَها في الدّنّ يَحْكي
- قِرَاة َ القَسّ قابلَهُ الصّليبُ
- تَمُدُّ بها إليكَ يدَا غُلامٍ
- أغَنّ ، كأنّهُ رَشأٌ رَبيبُ
- غذّتهُ صنْعة ُ الدّاياتِ حتّى ،
- زَها، فَزَهَا به دَلٌّ وطيبُ
- يَجُرُّ لكَ العِنانَ ، إذا حَساها ،
- و يفتحُ عقد تكّته الدّبيبُ
- و إن جَمّشْتهُ خَلَبَتْكَ منهُ
- طَرَائِفُ تُسْتَخَفّ لَها القُلوبُ
- ينوءُ برِدْفهِ، فإذا تمشّى
- تَثَنّى ، في غَلائِلِهِ، قَضِيبُ
- يكادُ من الدّلالِ، إذا تَثَنّى
- عليْكَ ، ومن تساقطهِ، يذوبُ
- و أحمقَ من مُغيّبة ٍ تراءى
- إذا ما اخْتانَ لَحْظَتَها مرِيبُ
- أعاذِلَتي اقْصُري عن بعْضِ لوْمي،
- فراجي توبتي عندي يخيبُ
- تَعيّبين الذّنوبَ، وأيّ حُرٍّ،
- مِن الفِتيانِ، ليسَ لَهُ ذنوبُ
- فهذا العيشُ لا خِيمُ البوادي ،
- و هذا العيشُ لا اللبن الحليبُ
- فأيْنَ البدْوُ من إيوان كِسْرَى ،
- وأيْنَ منَ المَيادينِ الزُّرُوبُ؟
- غرِرْتِ بتوبتي ، ولججْتِ فيها ،
- فشُقّي اليومَ جيبَكِ لا أتوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه