الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> وعُودِ كرْمة ِ كَرْخٍ >>
قصائدأبو نواس
وعُودِ كرْمة ِ كَرْخٍ
أبو نواس
- وعُودِ كرْمة ِ كَرْخٍ
- زوّجْتُها ماءَ وادِ
- فَلَمْ يزَلْ يضعتَليها ،
- بمُسْقِياتِ الغَوَادي
- حتى إذا استَهَلّتْ بسُثودٍ
- مسهّّداتٍ جِعادِ
- فمُهّدَتْ في دِنَانٍ،
- سَقْياً لها من مِهادِ
- حتّى إذا مرّ دّهرٌ
- لها أتاها عِبادي
- وقد تناهتْ، وصارتْ
- كمثلِ قَبْسٍ الزّنادِ
- فجاءهَا مُسْتَعِدّاً
- كالحارث بن عبادِ
- قد لفّفَ الكُمّ منه
- كنازع للقتادِ
- فسلّ منها بزَالاً،
- فسالَ مثْلُ الفصادِ
- إلى قَنانٍ تلالا
- مُدَمْلَجاتِ القِلادِ
- فأذهلتْني عَقْلي ،
- و اسْتَأثَرَتْ بفُؤادي
- واخترْتُ إخوَة َ صِدْقٍ
- من خيرِ هذي العِبادِ
- شريفٌ ابنُ شريف؛
- جوادٌ ابنُ جوادِ
- والْهوا نهاراً وليلاً
- إلى نداء الْمُنادي
- و نَفّروا الليْلَ عنكُمْ
- بلذَّة ٍ وسُهَادِ
- فقلتُ : لذّوا ! بنفسي
- أفديكمُ وفؤادي
- و ناقلوا الكأسَ ظَبْياً
- ما يرتعي في البوادي
- لكنْ بديوان يَحْيَى
- بفيهِ لطْخُ مِدَادِ
- تخالُهُ ذا رُقادٍ ،
- وما بهِ من رُقادِ
- ما زالَ يسقي ويُسقَى ،
- حتى انثنَى للمُرادِ
- وانْسابَ نحوي يُغَنّي
- مُطرِّباً وينادي:
- سُقيتَ صَوْبَ الغوادي
- يا منزِلاً لِسُعَادِ
المزيد...
العصور الأدبيه