الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> وبلدة ٍ فيها زَوَرْ، >>
قصائدأبو نواس
وبلدة ٍ فيها زَوَرْ،
أبو نواس
- وبلدة ٍ فيها زَوَرْ،
- صعراءَ تخطي في صَعَرْ
- مرْتٍ، إذا الذئْبُ اقتَفَرْ
- بها من القوْمِ الأثَرْ
- كان له من الْجُزُرْ،
- كلّ جنينٍ ما اشتكَرْ
- ولا تَعَلاّهُ شَعَرْ
- ميْتُ النَّسا، حيّ الشَّفَرْ
- عسَفْتُها على فَطَرْ ،
- يهزّهُ جِنّ الأشَرْ
- لا مُتَشَكٍّ من سَدَرْ،
- ولا قريبٌ منْ خَوَرْ
- كأنّهُ بعد الضُّمُرْ،
- وبعدَ ما جالَ الضُّفُرْ
- وراحَ فَيْءٌ فَحَسَرْ،
- جأتَ رُبَاعِ الْمُثّغَرْ
- يحْدو بحُقْبٍ كالأكَرْ ،
- تَرى بأثْبَاجِ القُصُرْ
- منهنّ توْشيمَ الجُدَرْ ،
- رَعَيْنَ أبْكارَ الْخُضَرْ
- شهْرَيْ ربيعٍ وصفرْ ،
- حتى إذا الفحْلُ جَفَرْ
- وأَشْبَهَ السّفْيُ الإبَرْ ،
- ونشّ إذْخارُ النُّقَرْ
- قلْنَ له ما تأتمِرْ،
- وهنّ إذْ قُلْنَ أشِرْ
- غير عَواصٍ ما أمَرْ،
- كأنّها لمنْ نَظَرْ
- وَكبٌ يَشيمون مطَرْ،
- حتى إذا الظلّ قصُرْ
- يمّمْنَ من جنْبَي هَجَرْ
- أخضرَ، طمّامَ العكرْ
- وبين إخْفاقِ القَترْ
- سارٍ، وليسَ للسمَرْ
- ولا تِلاواتِ السوَرْ
- يمْسَحُ مشرْنَاناً يُسُرْ
- زُمّتْ يمشزورِ المِرَرْ
- لامٍ كحلْقُومِ النَّغَرْ
- حتى إذا اصْطَفّ السَّطَرْ
- أهْدى لهَا لوْ لمْ يُجرْ
- دهْياءَ يحْدوها القدَرْ ،
- فتلك عيْني لم تذرْ
- شِبْهاً، إذا الآلُ مَهرْ،
- إليْكَ كلّفْنا السّفَرْ
- خوصاً يجاذين النُّخَرْ،
- قد انطوَتْ منها السُّررْ
- طيَّ القراريّ الحِبَرْ،
- لم تَتَقَعّدْها الطِّيَرْ
- ولا السنيحُ المزْدَجَرْ ،
- يافضلُ للقوْم البُطُرْ
- إذ ليس في الناس عَصَرْ،
- ولا من الخوْفِ وَزَرْ
- ونزلتْ إحدى الكُبَرْ،
- وقِيلَ صمّاءُ الغِيَرْ
- فالناسُ أبناءُ الحذَرْ،
- فرّجْت هاتيكَ الغُمَرْ
- عنّا ، وقد صابتْ بِقُرْ ،
- كالشمس في شخص بشَرْ
- أعْلى مجاريكَ الخطَرْ،
- أبوكَ جَلّى عن مُضَرْ
- قامَ كريماً فانْتَصَرْ
- و الخوْفُ يقْري ويذَرْ
- لما رأى الأمرَ الذًّكرْ،
- ماحسّ من شيءٍ هبَرْ
- وأنْتَ تَقْتافُ الأثَرْ
- من ذي حُجولٍ وغُرَرْ
- مُعيدُ وِرْدٍ وصَدَرْ،
- وإنْ عَلا الأمرَ اقتدَرْ
- فايْنَ أصْحابُ الغُمرْ ،
- إذ شَرِبوا كأس المِقَرْ
- أصْحَرْتَ إذ دبّوا الخَمرْ
- شكراً ، وحرٌّ من شكرْ
- فالله يُعْطِيكَ الشّبرْ،
- وفي أعاديكَ الظّفَرْ
- واللهُ من شاء نصَرْ ،
- وأنتَ إن خفْنا الحَصَرْ
- وهرّ دَهْرٌ وكَشَرْ
- عن ناجِذَيْهْ ، وبَسَرْ
- أغنيتَ ما أغنى المطرْ
- وفيكَ أخلاقُ اليَسَرْ
- حتى ترَى تلكَ الزُّمَرْ
- تهْوي لأذقانِ الثّغرْ
- من جذْبِ ألوَى لو نترْ
- إليهِ طوداً لا نأطَرْ
- صعْباً، إذا لاقى أبَرْ،
- وإن هفا القوْمُ وقرْ
- أو رهبوا الأمْرَ جَسَرْ،
- ثمّ تسَامَى فَفَغَرْ
- عن شِقشِقٍ ثمّ هدَرْ،
- ثمّ تَجَافَى فَخَطَرْ
- بذي سِبيبٍ وعُذْر،
- يمصَعُ أطرافَ الإبَرْ
- هل لك، والْهَلُّ خِيَرْ،
- فيمنْ إذا غِبْتَ حَضَرْ
- أو نالك القومُ أثَرْ،
- وإن رأى خيراً نَشَرْ
- أو كان تقصيرٌ عَذَرْ
المزيد...
العصور الأدبيه