الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> لَسْتُ بدارٍ عَفَتْ وغَيّرَها >>
قصائدأبو نواس
لَسْتُ بدارٍ عَفَتْ وغَيّرَها
أبو نواس
- لَسْتُ بدارٍ عَفَتْ وغَيّرَها
- ضرْبانِ من قطرِها وحاصِبِها
- ولا لآي الطلولِ أنْدُبُها،
- للرّيح والرُّقشِ من قرَانِبِهَا
- و لا نطيلُ البُكا إذا شطّتِ النّيـ
- ـة ُ، واستَعْبرَتْ لذاهبِها
- بل نحن أربابُ ناعِطٍ ، ولنا
- صنعاءُ ، والمسكُ من محاربها
- و كان منّا الضّحّاكُ يعبدهُ الـ
- ـخائلُ، والوَحشُ من مسارِبها
- ودانَ أذواؤنَا البَرِيّة َ منْ
- معترّها رغبة ً وراهبِها
- ونحنُ إذ فارِسٌ تُدافع بَهْـ
- ـرامَ قَسَطْنا على مَرَازِبِها
- بالخيلِ شعْثاً على لَوَاحِقَ كالسِّيـ
- ـيدانِ تُعطي مدى مذاهبِها
- بالسّودِ من حِمْيَرٍ ومن سُلَفٍ
- أرْغَنَ والشُّمِّ من مَنَاسِبِها
- و يومَ ساتيداما ضربْنا بني الأصـ
- ـفَرِ، والموْتُ في كتائِبها
- إذ لاذَ بِرْوازُ يومَ ذاك بنا
- والحرْبُ تمْري بكفِّ حالبِها
- يذوذُ عنه بني قبيصة َ بالخَـ
- ـطيّ والبِيضِ من قواضِبِها
- حتى دَفَعْنا إلَيْهِ ممْلَكَة ً
- ينحسرُ الطَّرْفُ عن مواكبها
- و فاضَ قابوسُ في سلاسلنا ،
- سنينَ سبعاً ، وفَتْ لحاسبها
- ونحنُ حُزْنا من غير ما كَنَبٍ،
- بناتِ أشرافهمْ لغاصبها
- من كلِّ مَسْبِية ٍ إذا عثرتْ
- قالتْ لَعاً متعة ً لكاسبها
- تعساً لمن ضيعَ المحارمَ يومَ
- الرّوعِ يجتاحُ من صواحِبِها
- و فرَّ من خشية ِ الطِّعانِ وأنْ
- يلقى المنايا بكفِّ جالِبِها
- فافْخَرْ بقحْطانَ غيرَ مكتَئِبٍ،
- فحاتمُ الْجودِ من مَناقبِها
- ولا تَرى فارِساً كفارِسِها،
- إذْ زالتِ الهامُ عن مناكِبِها
- عَمْرٌو وقيْسٌ والأشتَرانِ وَزَيـ
- ــدُ الخيْلِ أسْدٌ لدى ملاعبها
- بل ملْ إلى الصِّيد من أشاعثها
- و السادة ِ الغُرِّ من مهالبها
- و الحيّ غسّانُ والأولى أودعوا
- الْمُلْكَ، وحازُوا عِرْنينَ ناصِبِها
- وحِمْيَرٌ تنطِقُ الرّجال بما اختا
- رَتْ من الفضْلِ في مَراتِبِها
- أحببْ قريشاً لحبِّ أحمدها ،
- واعرِفْ لها الجزْلَ من مواهبِها
- إنّ قريشاً ، إذا هي انتسبتْ
- كان لها الشّطْرُ من مُناسبِها
- فأمّ مهديّ هاشمٍ أمّ موسى
- الخيرِ منّا ، فافخر وسامِ بها
- إن فاخَرَتْنا فلا افْتِخارَ لها،
- إلاّ التجاراتُ من مكاسبِها
- واهْجُ نزاراً وافرِ جِلدَتها،
- و هَتِّكِ السترَ عن مثالبها
- أمّا تميمٌ ، فغيرُ داحضة ٍ
- ما شَلْشَلَ العبْدُ في شوَارِبها
- أوّلُ مجْدٍ لها وآخِرُهُ،
- إن ذُكِرَ المجدُ، قوْسُ حاجبِها
- و بئسَ فخر الكريمِ من قَصَبِ الـ
- ـشَّوْحَطِ صفراءُ في معالبها
- و قيسُ عيْلانا لا أريدُ لها
- من الْمَخازي سوى مَحاربِها
- و إنّ أكلَ الأ... موبقها ،
- وَمُطْلِقٌ من لِسانِ عائِبِها
- و لم تعَفْ كلبَها بنو أسدٍ
- عبيدَ عيْرانَة ٍ، وراكبِها
- و ما لبكرِ بنَ وائلٍ عِصَمٌ ،
- إلاَّ بحَمْقائها وكاذبها
- و تغلبٌ تنْدبُ الطّلول ، ولم
- تثْأرْ قتيلاً على ذنائبها
- نيلتْ بأدنى المُهورِ أختهمُ ،
- قسْراً، ولم يَدْمَ أنْفُ خاطبِها
المزيد...
العصور الأدبيه