الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ، >>
قصائدأبو نواس
لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ،
أبو نواس
- لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ،
- وَاقْرِ الفُؤادَ بمُذْهِبِ الحزانِ
- بمصُونة ٍ قد صانَ بهْجَة َ كأسِها
- كُنّ الخدُورِ ، وخاتَمُ الدّنّانِ
- دقّتْ عن اللحظاتِ، حتى ما ترى
- إلاّ التِماعَ شُعاعِها العيْنانِ
- وكأنّ للذهب المذُوبِ بكأسِها
- يحراً يجيشُ بأعينِ الجيتانِ
- ومُزَنَّرٍ قد صبّ في قارورَة ٍ
- ريقَ السحابِ على النجيع القاني
- شَمْسُ المدامِ بِكَفّهِ وبوجهِهِ
- شمْسُ الجمالِ فبيْنَنا شمسانِ
- والشمسُ تطلعُ من جِدارِ زُجاجها
- وتغيبُ ، حين تغيبُ ، في الأبدانِ
- في مجْلسٍ جعلَ السرورُ جَناحَهُ ،
- سِتْراً لَه من ناظر الحِدثانِ
- لا يَطْرُقُ الأسْماعَ في أرْجائِهِ ،
- إلاّ ترنّمُ ألْسُنِ العِيدانِ
- أو صوْتُ تصْفيقِ الجليسِ تطرّباً ،
- وبَكاءُ خابية ٍ ، وضِحْكُ قَناني
- حتى إذا اشتملَ الظلامُ ببُرْدِهِ،
- وهَكّذا حنين ُنواقسُ الرّهْبانِ
- ألفيتُهُ بدْراً يلُوحُ بكَفّهِ
- بدْرٌ، جمعتهما لعين الرّاني
- مازِلْتُ أشرَبُ كأسهم من بينِهمْ
- عَمْداً ، وما بيَ عجْزَة ُ النَّشْوانِ
- لأنالَ منهمْ عند ذاكَ تَحِيّة ً
- إمّا بوجْهٍ، أو بطَرْفِ لسانِ!
المزيد...
العصور الأدبيه