الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحا ، >>
قصائدأبو نواس
قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحا ،
أبو نواس
- قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحا ،
- فلا تَعُدّنّ ذنْباً أن يُقالَ صَحا
- أبقيْتَ فيّ لتَقْوَى الله باقية ً ،
- و لم أكنْ كحريصٍ لم يدعْ مَرَحا
- وحاجة ٍ لم تكن كالحاجِ واحدة ً
- كلّفْتُها العزْمَ ، والعَيرَانة َ السُّرُحا
- يكونُ جَهْدَ المطايا عفْوَ سيرتِها
- إذا نَسائِجُها كانت لها وُشُحا
- نَرْمي به كلَّ ليلٍ كان كَلْكَلُه
- مثلَ الفَلاة ِ ، إذا ما فوْقها جنَحا
- حتّى تبَيَّنَ في أثناءِ نُقْبَتِهِ
- وِرْدَ السَّرَاة ِ ترى في لونه مِلَحا
- و هنَّ يَلْحَقْنَ بالمَعْزَاءِ مُجْمِرَة ً
- خُشْمَ الأنوفِ نَرى في خطْوِها رَوَحا
- يطءلبْنَ بالقوْمِ حاجاتٍ نضَمّنَها
- بدْرٌ بكلّ لسانٍ يلبسُ المِدَحا
- كأنّ فَيضَ يديه ، قبلَ تَسألُهُ ن
- بابُ السماءِ، إذا ما بالحيا انْفتحا
- لقد نَزَلْنا أبا العبّاسِ منزِلَة ً
- ما إن تَرَى خَلفَها الأبصارُ مُطّرَحا
- وكَلْتَ بالدّهرِ عيْناً غيرَ غافِلَة ٍ،
- من جُودِ كفّكَ تأسو كلّما جُرِحا
- أنتَ الذي تأخذُ الأيدي يحجزتِه ،
- إذا الزّمانُ على أولادهِ كلَحَا
- كما الرّبيعُ كفى أيامَ نكْبَتِهِمْ
- صَدْعَ الأمورِ، وأدْنَى وُدَّ من نَزَحا
- تئِطّ دونَ الرّجالِ الأقربينَ به،
- قُرْبَى رؤومٌ، وجيْبٌ طالما نَصَحا
- كان الموادعُ شأوَ الفضْلِ مستتراً،
- حتى إذا رامَ تلك الخطّة َ افتضَحا
- من للجِذَاعِ، إذا الميدانُ ماطلها،
- بشأوٍ مطّلَعِ الغاياتِ قد قَرِحَا
- مَن لا يُصَعْضِعُ منهُ البؤسُ أنمُلَة ً ،
- ولا يُصَعّدُ أطرافَ الرُّبَى فرَحا
المزيد...
العصور الأدبيه