الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا >>
قصائدأبو نواس
قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا
أبو نواس
- قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا
- منْ قَبلِ تَثْويبِ المنادينَا
- بكُلّ مَعرُوفٍ بأعْراقِهِ
- على عيونِ الأرمنيّينا
- رَبيبُ بَيْتٍ، وأنيسٌ، ولم
- يُرْبَ بريشِ الأمّ مَحضُونَا
- لم يُنكِهِ جُرحُ حِياصٍ، ولم
- يبغِ له بالثُّفلِ تسكينا
- كُرّزُ عامٍ صاغهُ صائغٌ
- لم يَدّخِرْ عَنهُ التّحاسينَا
- ألبَسهُ التَّكريزُ من حَوْكِهِ،
- وَشياً على الْجُؤجُؤِ موضونَا
- لَهُ حِرابٌ فَوْقَ قُفّازِهِ
- يَجْمَعْنَ تأنيفاً وتَسْنِينَا
- كلُّ سِنانٍ عِيجَ من صَدْرِهِ
- تَخالُ عِطْفَيْ رَأسِهِ نُونَا
- و مِنسَر أكلَفَ، فيهِ شفاً،
- كأنَّهُ عِقدُ ثمانينَا
- في هامة ٍ كأنّما قُنِّعتْ
- بعض حِبالِ السّابريّينا
- و مُقْلة ٍ أشربَ آماقُها
- تِبْراً يروقُ الصَّيرفيّينا
- نرْسِلُ مِنْهُ عِندَ إطْلاقِهِ
- على الكراكيّ دُرَخْمِينا
- داهِية ٌ تَخبِطُ أعجازُها
- خَبْطاً يحسّيها الأمَرّينَا
- يَحمي علَيها الْجَوَّ مِن فَوْقِها
- حيناً، ويُغْريها الأحايِينا
- وهُنَّ يَرفعنَ صُراخاً،كما
- جَهْوَرَ في الشّعبِ الْمُلَبُّونَا
- فمُقْعَصُ أُثْبِتَ في سَحْرِهِ،
- وخاضِبٌ من دَمهِ الطّينَا
- قد مَشَقَتْهُ في الحَشا مَشْقَة ٌ،
- ألْقَتْ منَ الْجَوْفِ الْمَصارينا
- رحنا به نحمِلُ أكبادها،
- في زورة ٍ عشرًا وعِشرينا
- أعطى البُزاة َ اللهُ من قِسمِهِ،
- ما لم يُخَوّلْهُ الشّواهِينَا
- لكلِّ سبعٍ طُعْمَة ٌ مثلَهُ،
- في القِدر إنْ فوقاً وإن دونا
المزيد...
العصور الأدبيه