الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> طرِبْتُ إلى خمْرٍ، وقَصْفِ الدساكرِ، >>
قصائدأبو نواس
طرِبْتُ إلى خمْرٍ، وقَصْفِ الدساكرِ،
أبو نواس
- طرِبْتُ إلى خمْرٍ، وقَصْفِ الدساكرِ،
- و منزلِ دُهْقانَ بها غيرِدائرِ
- بفتيانِ صِدْقٍ من سَرَاة ِ ابنِ مالِكٍ
- وأزد عُمانٍ ذي العُلَى والمفاخِرِ
- فلمّا حلَلْنَاهَا نزَلْنا بأشمطٍ،
- كريمِ المحيّا، ظاهرِ الشرْكِ، كافرِ
- له دِينُ قِسّيسٍ ، وتدبيرُ كاتِبٍ ،
- وإطْرَاقُ جَبّارٍ، وألْفاظُ شاعِرِ
- فحيّا وبيّا، ثمّ قال لنا: اربعوا!
- نزلتُمْ بنا رحْباً بأيْمنِ طائرِ
- فقلنا له: إنّ المدامَ غذاؤنَا
- وإنّا أُولُو عقلٍ، وأهْلُ بصائرِ!
- فجاءَ بها قد أنهكَ الغَمْوُ جسمَها،
- وأوْجعَها في الصّيْفِ حرُّ الهواجِرِ
- فقلتُ لها لمّا أضاءَ سناؤهَا
- على صَحْنِ كأسٍ قد علا الكفَّ زاهرِ:
- أبيني لنا يا خمرُ! كمْ لكِ حجّة ً؟
- فقالت: لَحَاكَ اللهُ ! لستُ بذاكِرِ
- شهِدتُ ثموداً حينَ حلّ بها البِلى ،
- وأدركت أيّاماً لعمْرِوبن عامرِ !
- فقلنا: أنُسْقاها على وجْهِ أهْيَفٍ
- له تِيهُ معشوقٍ وشَخْرَة ُ شاطرِ ؟ !
- فما زالَ هذا دأبَنا وغذاءَنا ،
- ثلاثينَ يوْماً معْ ليالٍ غوابِرِ
- ترى عندنا ما يكره الله كلّهُ ،
- سوى الشّرْكِ بالرّحمنِ، ربّ المشاعرِ
المزيد...
العصور الأدبيه