الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> دَعَتِ الهمومَ إلى شغافِ فُؤادي، >>
قصائدأبو نواس
دَعَتِ الهمومَ إلى شغافِ فُؤادي،
أبو نواس
- دَعَتِ الهمومَ إلى شغافِ فُؤادي،
- وحمتْ جوانبَ مُقْلَتَيَّ رُقادي
- وُرْقٌ بتفجقة ٍ تنوحُ أليفَها
- غَلَسَ الدُّجُنَّة ِ في ذُرَى الأعوادِ
- ولقد أُزيحُ الهَمَّ حينَ ينوبُني،
- والشّوْقُ يقْدَحُ في الْحَشا بزِنادِ
- بمُدامة ٍ ورثَ الزّمانُ لُبابَها،
- عنْ ذي الأوائلِ من أكابر عادِ
- زادتْ على طولِ التقادُمِ عِزّة ً ،
- ودعتْ لآخرِ عهْدِها بنَفَادِ
- حتى تَطَّلّعَها الزّمانُ ، وقد فَرَتْ
- حُجُبَ الدّنانِ بناضرٍ حدّادِ
- فكأنّما صَبَغَ التقادُمُ ثوْبَها،
- والكأسُ في عرْسِ الْمُدام، بجادِ
- تسْعَى إليّ بكأسِها كرْخيّة ً،
- يختصّها نَدْمانُها بوَدادِ
- ناطَتْ بعاتِقِها الوِشاحَ؛ كما ترى
- بطَلاً يُحاوِلُ نجدة ً بنِجادِ
- فَرَأتْ عقودُ الرّاحِ دُرَّ وشاحِها،
- فحكيْنَهُنَّ، وهُنّ غيرُ جَمادِ
- فتلألأ النّورَانِ نورٌ ساطِعٌ،
- ومنظّمٌ أرِجٌ على الأجْيادِ
- و مُرِنّة ٍ جمعتْ إلى نُدَمائِها
- بِدَعَ السّرُورِ يقُدْنَ كلّ مقادِ
- لمّا تَغَنَّتْ ، والسّرورُ يحثّها:
- رَحَلَ الخليطُ جِمالَهمْ بسوادِ
المزيد...
العصور الأدبيه