الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> خليليّ ! هذا مَوْقِفٌ من مُتَيَّمٍ ، >>
قصائدأبو نواس
خليليّ ! هذا مَوْقِفٌ من مُتَيَّمٍ ،
أبو نواس
- خليليّ ! هذا مَوْقِفٌ من مُتَيَّمٍ ،
- فعُوجا قَليلاً، وانظُراهُ بسُلّمِ
- إذا شِئْتُ لم تكْثُرْ عليّ مَلامَة ٌ،
- وأعْنُفُ أحْياناً ، فيكثُرُ لُوّمي
- وطيفٍ سرَى ، والهمّ مُلقٍ جرانَهُ
- عليّ، وأقرانُ الدّجى لم تَصرّمِ
- فقلتُ له: أهلاً وسَهلاً بزائرٍ،
- ألَمّ بنا، واللّيلُ بالليلِ يَرْتَمي
- سَميّ خَليلِ الله! كنتُ ابن صَبوَة ٍ
- تجالَلْتُ عَنها ثمّ قلتُ لها اسلَمي
- وقد تبتُ عَنها، يعلَمُ الله، توْبة ً
- تَبيتُ مكانَ السرّ منّي الْمُكَتَّمِ
- إذا كانَ إبْراهيمُ جارَكَ لم تجدْ
- عليكَ بَناتُ الدّهرِ من مُتَقَدِّمِ
- هوَ المَرْءُ لا يَخْشَى الحوادِثَ جارُهُ
- فخذْ عِصْمة ً منهُ لنَفسكَ تَسلَمِ
- لقد حَطّ جارُ العَبْدَرِيّ رِحالَهُ ،
- إلى حيثُ لا ترْقى الخطوبُ بسلّمِ
- وَجَدْنا لعَبْدِ الدّارِ جُرْثومَ عزّة ٍ
- وعادِيّة ٍ أرْكانُها لم تَهَدّمِ
- إذا اشتَغَبَ النّاسُ البيوتَ، فإنّهمْ
- أولُوا الله ، والبيتِ العتيقِ المحرَّمِ
- رأى الله عثمانَ بنَ طَلحة َ أهلَها ،
- فكَرّمَهُ بالمُستَعاذِ المُكَرَّمِ
- وأخطَرْتُمُ دونَ النّبيّ نُفوسكُمْ
- بضرْبٍ يزيلُ الهامَ عن كلّ مَجثمِ
- فإنْ تُغلِقوا أبوابَهُ لا تُعَنَّفُوا ،
- وإنْ تَفتحوها نَستَطِفْ ونُسلّمِ
- إليكَ ابنَ مُستَنّ البطاحِ رَمتْ بنا
- مقابَلَة ٌ بَينَ الجَديلِ وشَدقَمِ
- مَهارَى ، إذا أشرّ عن بحرَ تَنوفَة ٍ ،
- كَرَعْنَ جَميعاً في إناءٍ مُفَسَّمِ
- نَفَحنَ اللُّغامَ الجعْدَ ثمّ ضرَبنَهُ
- على كلّ خَيشومٍ نَبيلِ الْمُخطَّمِ
- حَدابيرُ ما يَنفَكّ في حيثُ برّكتْ
- دمٌ من أظَلٍّ ، أوْ دمٌ من مخدَّمِ
- إلى ابنِ عُبيدِ الله حتى لَقينَهُ
- على السّعْدِ لم يزْجُرْ لها طيْرَ أشأمٍ
- فألقَتْ بأجرامِ الأسرّ، وبرّكَتْ
- بأبْلَجَ يَنْدَى بالنّوالِ وبالدّمِ
المزيد...
العصور الأدبيه