الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> أنْعتُ كلباً جالَ في رِباطِهِ ، >>
قصائدأبو نواس
أنْعتُ كلباً جالَ في رِباطِهِ ،
أبو نواس
- أنْعتُ كلباً جالَ في رِباطِهِ ،
- جَوْلَ مُصابٍ فرّ من أسْعاطهِ
- عندَ طبيبٍ خاف من سياطهِ،
- هِجْنا به، وهاج من نَشاطهِ
- كالكوكب الدرّيّ في انخراطِهِ،
- عند تَهاوي الشّدّ وانبِساطِهِ
- يقمّم القائد في حطاطِه،
- وقدّهِ البيداءَ في اعتباطهِ
- لمّا رأى العلهَبَ في أقْواطهِ،
- سابَحَهُ ، وقَرّ في الْتباطهِ
- كالبرْقِ يَذْري المرْوَ بالتقاطهِ ،
- مثْل قَلِيّ طار في أنْفاطِهِ
- وانْصاعَ يتْلوهُ على قِطاطهِ،
- أغضَفُ لا ييأسُ من خِلاطهِ
- يصيدُ بعْدَ البُعْدِ وانبِساطهِ ،
- إن لم يبتّ القلب في انتياطِهِ
- فلم يزل يأخذ في لِطاطهِ ،
- كالصقر ينقضّ على غِطاطهِ
- يقشِر جلدَ الأرض من بلاطهِ،
- بأربَعٍ يقول في إفراطهِ
- لشدّة ِ الجري ولاستِحطاطِهِ،
- ما إن تمسّ الأرضَ في أشواطهِ
- قد خدشت رجلاهُ في آباطهِ ،
- وخرمَ الأذنين بانتِشاطهِ
- خلجُ ذراعيهِ إلى ملاطِهِ ،
- ينقدّ عنه الضّيقُ بانْعِطاطهِ
- في هبوات الضّيقِ أو رياطهِ،
- فأدركَ الظبيَ ولم يُباطهِ!
- ولفَّ عشرينَ إلى أشراطهِ،
- فلم نزل نَقرِنُ في رباطهِ
- ويخْمِطُ الشاؤونَ من خَمّاطهِ ،
- ويطبخُ الطابخُ من أسقاطِهِ
- حتى علا في الجوّ من شياطهِ
المزيد...
العصور الأدبيه