الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو منصور الثعالبي >> تبلَّجَتِ الأيامُ عن غُرَّة ِ الدَّهْرِ >>
قصائدأبو منصور الثعالبي
تبلَّجَتِ الأيامُ عن غُرَّة ِ الدَّهْرِ
أبو منصور الثعالبي
- تبلَّجَتِ الأيامُ عن غُرَّة ِ الدَّهْرِ
- وسُبَّ بأهلِ البغيِ قاصمة ُ الظهرِ
- وولَّى بنو الإدبارِ أدبارهُم وقَدْ
- تحكَّمَ فيهم صاحبُ الدهرِ بالقهرِ
- وقد جاءَ نصرُ اللَّهِ والفتحُ مقبلٌ
- إلى الملكِ المنصور سيِّدِنا نصر
- غياثِ الورى شمسِ الزمانِ وبدرِهِ
- ومَن هُوَ بالعلياءِ أولى أولي الأمرِ
- فيا لك من فتحٍ غدا زينة َ العُلى
- وواسِطة َ الدنيا وفائدة َ العَصْرِ
- أبى اللَّهُ إلا نصرَ نصرٍ ورفعَهُ
- على قِمَّة ِ العيُّوق أو هامة ِ البدرِ
- وملَّكَهُ صدرَ السريرِ كأنهُ
- لنا فلكٌ بالخيرِ أو ضدَّهِ يجري
- وخَوَّله دونَ الملوكِ محاسناً
- تبرُّ على الشمسِ المنيرة ِ والقطرِ
- إذا ذُكَرَتْ فاحَ النديُّ بذكرِها
- كما فاح أذكى النِّدِّ في وهجِ الجمرِ
- فتى السِّنِّ كهل الحلم والرأي والحِجا
- يعمُّ بني الآمالِ بالنائلِ الغَمْرِ
- له هِمَّة ٌ لما حَسَبْتُ عُلُوَّها
- حَسِبتُ الثُريَّا في الثرى أبداً تسري
- غدا راعياً للمسلمينَ وناصراً
- لهُ اللهُ راعٍ قد تكفَّل بالنَّصْرِ
- ألا أيُّها المَلْكُ الذي تَرَكَ العِدى
- عباديَد بين القتلِ والكَسْرِ والأَسْرِ
- قدمتَ قدومَ الغيثِ أيمنَ مَقْدَمٍ
- فحلَّيْتَ وجهَ الدهرِ بالحُسْنِ والبِشْرِ
- ألستَ ترى كُتْبَ الربيعِ ورُسْلَهُ
- يقولونَ هاذاكَ الربيعُ على الإثْرِ
- نسيمٌ نسيبٌ للحياة ِ بلطفِهِ
- يجرُّ فويقَ الأرضِ أردية َ العِطْرِ
- وتربٌ بأنفاسِ الربيعِ معنبرٌ
- فيا لكَ من طيبٍ ويا لكَ من نشرِ
- وغيمٌ يحاكي راحتيكَ كأنَّهُ
- على المسكِ والكافورِ يهطِلُ بالخمرِ
- فروِّحْ بشربِ الراحِ روحَكَ إنها
- لفي تعبٍ من وقعة ِ البيضِ والسمرِ
- ودُمْ لاقتناءِ الملكِ في أكملِ المنى
- وفي أرفعِ العليا وفي أطولِ العمرِ
المزيد...
العصور الأدبيه